الاصطراخ الصياح و النداء بالاستغاثةافتعال من الصراخ قلبت التاء طاء لأجلالصاد الساكنة قبلها و إنما فعل ذلكلتعديل الحروف بحرف وسط بين حرفين يوافقالصاد في الاستعلاء و الإطباق و يوافقالتاء في المخرج و المقت البغض مقته يمقتهو هو ممقوت و مقيت.
الإعراب
«فَيَمُوتُوا» جواب النفي و يموتوا منصوببإضمار أن و علامة النصب سقوط النون «مايَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ»الموصول و الصلة في محل النصب على أنه ظرفزمان لأن المعنى أو لم نعمركم زمانا طويلايتذكر فيه من تذكر و الهاء فيه يعود إلى ماو قل ما يجيء ما في معنى الظرف و هو اسم وإنما يجيء حرفا مصدريا.
المعنى
لما قدم سبحانه ذكر ما أعده لأهل الجنة منأنواع الثواب عقبه بذكر ما أعده للكفار منأليم العقاب فقال «وَ الَّذِينَكَفَرُوا» بوحدانية الله و جحدوا نبوةنبيه «لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ» جزاء علىكفرهم «لا يُقْضى عَلَيْهِمْ» بالموت«فَيَمُوتُوا» فيستريحوا «وَ لايُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها» أي ولا يسهل عليهم عذاب النار «كَذلِكَ» أي ومثل هذا العذاب و نظيره «نَجْزِي كُلَّكَفُورٍ» جاحد كثير الكفران مكذب لأنبياءالله «وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها» أييتصايحون بالاستغاثة يقولون «رَبَّناأَخْرِجْنا» من عذاب النار «نَعْمَلْصالِحاً» أي نؤمن بدل الكفر و نطع بدلالمعصية و المعنى ردنا إلى الدنيا لنعملبالطاعات التي تأمرنا بها «غَيْرَالَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ» من المعاصيفوبخهم الله تعالى فقال «أَ وَ لَمْنُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْتَذَكَّرَ» أي أ لم نعطكم من العمر مقدارما يمكن أن يتفكر و يعتبر و ينظر في أموردينه و عواقب حاله من يريد أن يتفكر ويتذكر و اختلف في هذا المقدار فقيل هو ستونسنة و هو المروي عن أمير المؤمنين (ع) قال العمر الذي أعذرالله فيه إلى ابن آدم ستون سنة و هو إحدى الروايتين عن ابن عباس و روي عن النبي (ص) أيضا مرفوعا أنه قال منعمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه و قيل هو أربعون سنة عن ابن عباس و مسروق وقيل هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة عن وهب وقتادة و روي ذلك عن الصادق (ع) «وَ جاءَكُمُ النَّذِيرُ» أي المخوف منعذاب الله و هو محمد (ص) عن ابن زيد والجبائي و جماعة و قيل النذير القرآن عنزيد بن علي و قيل النذير الشيب عن عكرمة وسفيان بن عيينة و منه قيل: