مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 267
نمايش فراداده

«فَأَغْوَيْناكُمْ» أي أضللناكم عن الحقو دعوناكم إلى الغي «إِنَّا كُنَّاغاوِينَ» أي داخلين في الضلالة و الغي وقيل معناه فخيبناكم إنا كنا خائبين«فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ» أي في ذلكاليوم «فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ» واشتراكهم اجتماعهم فيه و المعنى أن ذلكالتخاصم لم ينفعهم إذا اجتمع الأتباع والمتبوعون كلهم في النار الأتباع بقبولالكفر و المتبوعون بالكفر و الإغواء«إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُبِالْمُجْرِمِينَ» أي الذين جعلوا للهشركاء عن ابن عباس و قيل معناه أنا مثل مافعلنا بهؤلاء نفعل بجميع المجرمين ثم بينسبحانه أنه إنما فعل ذلك بهم من أجل«إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ»عن قبول ذلك «وَ يَقُولُونَ أَ إِنَّالَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍمَجْنُونٍ» أي يأنفون من هذه المقالة ويستخفون بمن يدعوهم إليها و يقولون لا ندععبادة الأصنام لقول شاعر مجنون يعنونالنبي (ص) يدعونا إلى خلافها و قيل لأجلشاعر عن أبي مسلم فرد الله هذا القول عليهمو كذبهم بأن قال «بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ»أي ليس بشاعر و لا مجنون لكنه أتى بماتقبله العقول من الدين الحق و الكتاب «وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ» أي حقق ما أتى بهالمرسلون من بشاراتهم و الكتاب الحق بدينالإسلام و قيل صدقهم بأن أتى بمثل ما أتوابه من الدعاء إلى التوحيد و قيل صدقهمبالنبوة ثم خاطب الكفار فقال «إِنَّكُمْ»أيها المشركون «لَذائِقُوا الْعَذابِالْأَلِيمِ» على كفركم و نسبتكم إياه إلىالشعر و الجنون «وَ ما تُجْزَوْنَ إِلَّاما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أي على قدرأعمالكم ثم استثنى من جملة المخاطبينالمعذبين فقال «إِلَّا عِبادَ اللَّهِالْمُخْلَصِينَ» الذين أخلصوا العبادةلله و أطاعوه في كل ما أمرهم به فإنهم لايذوقون العذاب و إنما ينالون الثواب.

سورة الصافات (37): الآيات 41 الى 50

أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41)فَواكِهُ وَ هُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِيجَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلى‏ سُرُرٍمُتَقابِلِينَ (44) يُطافُ عَلَيْهِمْبِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لافِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْهايُنْزَفُونَ (47) وَ عِنْدَهُمْ قاصِراتُالطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌمَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْعَلى‏ بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (50)