هذا يكون في آخر الزمان عن الحسن «إِنْهذا» أي ما هذا الذي يقول محمد «إِلَّااخْتِلاقٌ» أي تخرص و كذب و افتعال ثمأنكروا تخصيص الله إياه بالقرآن و النبوةبأن قالوا «أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِالذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا» أي كيف أنزل علىمحمد القرآن من بيننا و ليس بأكبر سنا مناو لا بأعظم شرفا فقال سبحانه «بَلْ هُمْفِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي» أي ليس يحملهمعلى هذا القول إلا الشك في الذكر الذيأنزلته على رسولي «بَلْ لَمَّا يَذُوقُواعَذابِ» و هذا تهديد لهم و المعنى أنهمسيذوقونه ثم أجابهم عن إنكارهم نبوتهبقوله «أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُرَحْمَةِ رَبِّكَ» يقول أ بأيديهم مفاتيحالنبوة و الرسالة فيضعونها حيث شاءوا أيأنها ليست بأيديهم و لكنها بيد«الْعَزِيزِ» في ملكه «الْوَهَّابِ» كثيرالهبات و العطايا على حسب المصالح فيختارللنبوة من يشاء من عباده و نظيره قوله وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍعَلَى الْعالَمِينَ «أَمْ لَهُمْ مُلْكُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ مابَيْنَهُما» فيتهيأ لهم أن يمنعوا الله منمراده «فَلْيَرْتَقُوا» أي إن ادعوا ذلكفليصعدوا «فِي الْأَسْبابِ» أي في أبوابالسماء و طرقها عن مجاهد و قتادة و قيلالأسباب الحيل أي فليحتالوا في أسبابتوصلهم إلى السماوات ليأتوا بالوحي إلى مناختاروا.
جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَالْأَحْزابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْقَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ فِرْعَوْنُ ذُوالْأَوْتادِ (12) وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُلُوطٍ وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَالْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّكَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةًواحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15)
قرأ أهل الكوفة غير عاصم من فواق بضمالفاء و الباقون بفتحها.
و هما لغتان مثل قصاص الشعر و قصاصه و جمامالمكوك و جمامة و هو من الإفاقة و ما بينالرضعتين فواق و قيل بينهما فرق فبالفتحيكون بمعنى الراحة و بالضم بمعنى المهلة والانتظار عن أبي عبيدة و الفراء.
هنالك إشارة إلى المكان البعيد و هناك بينالبعيد و القريب و هنا للقريب و مثله