مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 308
نمايش فراداده


  • و لا الملك النعمان يوم تقيته بنعمتهيعطي القطوط و يافق‏

  • بنعمتهيعطي القطوط و يافق‏ بنعمتهيعطي القطوط و يافق‏

أي كتب الجوائز و اشتقاقها من القط و هوالقطع لأنها تقطع النصيب لكل واحد بما كتبفيها و القط النصيب أيضا قال أبو عبيدة والقط الحساب و في الأثر أن عمر و زيدا كانالا يريان ببيع القطوط بأسا إذا خرجت والفقهاء لا يجيزونه و هي الجوائز والأرزاق و قولهم ما رأيته قط أي قطع الدهرالذي مضى.

المعنى‏

«وَ قالُوا» يعني هؤلاء الكفار الذينوصفهم «رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا» أيقدم لنا نصيبنا من العذاب «قَبْلَ يَوْمِالْحِسابِ» قالوه على وجه الاستهزاء بخبرالله عز و جل عن ابن عباس و مجاهد و قتادة وقيل معناه أرنا حظنا من النعيم في الجنةحتى نؤمن عن السدي و سعيد بن جبير و قيل لمانزل فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُبِيَمِينِهِ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَكِتابَهُ بِشِمالِهِ قالت قريش زعمت يامحمد أنى نؤتى كتابنا بشمالنا فعجل لناكتبنا التي نقرؤها في الآخرة استهزاء منهمبهذا الوعيد و تكذيبا به عن أبي العالية والكلبي و مقاتل فقال الله سبحانه لنبيه (ص)«اصْبِرْ» يا محمد أي احبس نفسك «عَلى‏ مايَقُولُونَ» من تكذيبك فإن وبال ذلك يعودعليهم «وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَاالْأَيْدِ» أي ذا القوة على العبادة عنابن عباس و مجاهد و ذكر أنه يقوم نصف الليلو يصوم نصف الدهر كان يصوم يوما و يفطريوما و ذلك أشد الصوم و قيل ذا القوة علىالأعداء و قهرهم و ذلك لأنه رمى بحجر منمقلاعه صدر رجل فأنفذه من ظهره فأصاب آخرفقتله و قيل معناه ذا التمكين العظيم والنعم العظيمة و ذلك أنه كان يبيت كل ليلةحول محرابه ألوف كثيرة من الرجال «إِنَّهُأَوَّابٌ» أي ثواب راجع عن كل ما يكره اللهتعالى إلى كل ما يحب من آب يؤب إذا رجع عنمجاهد و ابن زيد و قيل مسبح عن سعيد بن جبيرو قيل مطيع عن ابن عباس «إِنَّاسَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُيُسَبِّحْنَ» لله إذا سبح و يحتمل أن يكونالله سبحانه خلق في الجبال التسبيح و يمكنأن يكون بنى فيها بنية يأتي فيها التسبيح«بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْراقِ» أيبالرواح و الصباح «وَ الطَّيْرَ» أي وسخرنا الطير «مَحْشُورَةً» أي مجموعةإليه تسبح الله تعالى معه «كُلٌّ» يعني كلالطير و الجبال «لَهُ أَوَّابٌ» رجاع إلىما يريد مطيع له بالتسبيح معه قال الجبائيلا يمتنع أن يكون الله تعالى خلق في الطيور