مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 321
نمايش فراداده

كيف وصف سبحانه الريح بالعاصف في قوله وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً و وصفهاهنا بخلافه" جوابه" يجوز أن يكون اللهسبحانه جعلها عاصفة تارة و رخاء أخرى بحسبما أراد سليمان (ع) «وَ الشَّياطِينَ» أي وسخرنا له الشياطين أيضا «كُلَّ بَنَّاءٍ»في البر يبني له ما أراد من الأبنيةالرفيعة «وَ غَوَّاصٍ» في البحر علىاللآلئ و الجواهر فيستخرج له ما يشاء منها«وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِيالْأَصْفادِ» أي و سخرنا له آخرين منالشياطين مشدودين في الأغلال و السلاسل منالحديد و كان يجمع بين اثنين و ثلاثة منهمفي سلسلة لا يمتنعون عليه إذا أراد ذلك بهمعند تمردهم و قيل إنه إنما كان يفعل ذلكبكفارهم فإذا آمنوا أطلقهم «هذاعَطاؤُنا» أي هذا الذي تقدم ذكره من الملكالذي لا ينبغي لأحد من بعدك عطاؤنا«فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ» أي فأعط منالناس من شئت و امنع من شئت و المن الإحسانإلى من لا يستثيبه «بِغَيْرِ حِسابٍ» أيلا تحاسب يوم القيامة على ما تعطي و تمنعفيكون أهنأ لك عن قتادة و الضحاك و سعيد بنجبير و قيل معناه بغير جزاء أي أعطيناكهتفضلا لا مجازاة عن الزجاج و قيل إن المعنىفأنعم على من شئت من الشياطين بإطلاقه أوأمسك من شئت منهم في وثاقه و صرفة في عملهمن غير حرج عليك فيما تفعله «وَ إِنَّ لَهُعِنْدَنا لَزُلْفى‏ وَ حُسْنَ مَآبٍ»معناه و إن لسليمان عندنا لقربى و حسن مرجعفي الآخرة و هذا من أعظم النعم إذ هيالنعمة الباقية الدائمة.

سورة ص (38): الآيات 41 الى 44

وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْنادى‏ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَالشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ (41)ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌبارِدٌ وَ شَرابٌ (42) وَ وَهَبْنا لَهُأَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْرَحْمَةً مِنَّا وَ ذِكْرى‏ لِأُولِيالْأَلْبابِ (43) وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاًفَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ إِنَّاوَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُإِنَّهُ أَوَّابٌ (44)

القراءة

قرأ أبو جعفر بنصب بضمتين و قرأ يعقوببنصب بفتحتين و الباقون بضم النون و سكونالصاد.