قال الزجاج النصب و النصب لغتان كالرشد والرشد و البخل و البخل تقول نصبت نصبا ونصبا قال أبو عبيدة النصب البلاء و الشر وأنشد لبشر بن أبي حازم: " تعناك نصب من أميمة منصب" و من قرأ بنصب بضمتين فإنه أتبع الصاد ماقبله فهي أربع لغات.
اللغة
الركض الدفع بالرجل على جهة الإسراع و منهركض الفرس لإسراعه إذا دفعه برجله قالسيبويه يقال ركضت الدابة و ركضتها فهو مثلجبر العظم و جبرته و الضغث ملء الكف منالشجرة و الحشيش و الشماريخ و ما أشبه ذلك.
المعنى
ثم ذكر سبحانه قصة أيوب (ع) فقال «وَاذْكُرْ» يا محمد «عَبْدَنا أَيُّوبَ»شرفه الله سبحانه بأنه أضافه إلى نفسه واقتد به في الصبر على الشدائد و كان فيزمان يعقوب ابن إسحاق و تزوج ليا بنت يعقوب«إِذْ نادى رَبَّهُ» أي حين دعا ربهرافعا صوته يقول يا رب لأن النداء هوالدعاء بطريقة يا فلان و متى قال اللهمافعل بي كذا و كذا كان داعيا و لا يكونمناديا «أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُبِنُصْبٍ وَ عَذابٍ» أي بتعب و مكروه ومشقة و قيل بوسوسة فيقول له طال مرضك و لايرحمك ربك عن مقاتل و قيل بأن يذكره ما كانفيه من نعم الله تعالى من الأهل و الولد والمال و كيف زال ذلك كله و حصل فيما هو فيهمن البلية طمعا أن يزله بذلك و يجد طريقاإلى تضجره و تبرمه فوجده صابرا مسلما لأمرالله و قيل إنه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس فوسوسالشيطان إلى الناس أن يستقذروه و يخرجوهمن بينهم و لا يتركوا امرأته التي تخدمه أنتدخل عليهم فكان أيوب يتأذى بذلك و يتألممنه و لم يشك الألم الذي كان من أمر اللهتعالى قال قتادة دام ذلك سبع سنين و رويذلك عن أبي عبد الله (ع) قال أهل التحقيق أنه لا يجوز أن يكون بصفةيستقذره الناس عليها لأن في ذلك تنفيرافأما المرض و الفقر و ذهاب الأهل فيجوز أنيمتحنه الله بذلك فأجاب الله دعاءه و قالله «ارْكُضْ بِرِجْلِكَ» أي ادفع برجلكالأرض «هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ»و في الكلام حذف أي فركض رجله فنبعت بركضتهعين ماء و قيل نبعت عينان فاغتسل من أحدهمافبرأ و شرب من الآخر فروي عن قتادة والمغتسل الموضع الذي يغتسل منه و قيل هواسم للماء الذي يغتسل به عن ابن قتيبة «وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْمَعَهُمْ» هذا مفسر في سورة الأنبياء و روي عن أبي عبد الله (ع) أن الله تعالى أحياله أهله الذين كانوا ماتوا قبل البلية وأحيا له أهله الذين ماتوا و هو في البلية «رَحْمَةً مِنَّا» أي فعلنا ذلك بهلرحمتنا إياه فيكون منصوبا بأنه مفعول لهو يجوز أن يكون منصوبا على المصدر لما كانتالموهبة بمعنى الرحمة «وَ ذِكْرىلِأُولِي الْأَلْبابِ» أي ليتذكر و يعتبربه ذوو الألباب أي العقول و يعرفوا حسنعاقبة الصبر فيصبروا كما صبر قالوا أنهأطعم