مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 359
نمايش فراداده

أحد الشفاعة إلا بتمليكه كما قال مَنْ ذَاالَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّابِإِذْنِهِ و في هذا إبطال الشفاعة لمنادعيت له الشفاعة من الآلهة «لَهُ مُلْكُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ» مضى معناه ثم أخبر سبحانه عنسوء اعتقادهم و شدة عنادهم فقال «وَ إِذاذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ»أي نفرت عن السدي و الضحاك و الجبائي و قيلانقبضت عن ابن عباس و مجاهد و مقاتل و قيلكفرت و استكبرت عن قتادة «قُلُوبُالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ»كان المشركون إذا سمعوا قول لا إله إلاالله وحده لا شريك له نفروا من هذا لأنهمكانوا يقولون الأصنام آلهة «وَ إِذاذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ» يعنيالأصنام التي عبدوها من دونه «إِذا هُمْيَسْتَبْشِرُونَ» يفرحون و يسرون حتىيظهر السرور في وجوههم.

النظم‏

اتصل قوله «اللَّهُ يَتَوَفَّىالْأَنْفُسَ» بقوله «وَ ما أَنْتَعَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ» فبين سبحانه أنالحفيظ عليهم هو الذي يتوفاهم و يصرفهمكيف يشاء و قيل يتصل بقوله أَ لَيْسَاللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ أي من كان هذهصفته فإنه يكفيك أمرهم و اتصل قوله «أَمِاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعاءَ»بقوله أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُأي فكما أن أصنامهم لا تملك الضر و النفعفإنها لا تملك الشفاعة.

سورة الزمر (39): الآيات 46 الى 50

قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَعِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِيَخْتَلِفُونَ (46) وَ لَوْ أَنَّلِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِجَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْابِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَالْقِيامَةِ وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِيَسْتَهْزِؤُنَ (48) فَإِذا مَسَّالْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذاخَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَإِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى‏ عِلْمٍ بَلْهِيَ فِتْنَةٌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لايَعْلَمُونَ (49) قَدْ قالَهَا الَّذِينَمِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى‏ عَنْهُمْما كانُوا يَكْسِبُونَ (50)