مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 8
لطفا منتظر باشید ...
و مقتضاه فما صححه وجب تصحيحه و ما أفسدهوجب إفساده و ما رغب فيه وجب العمل به و ماحذر منه وجب اجتنابه و ما دعا إليه فهوالرشد و ما صرف عنه فهو الغي «فَمَنِاهْتَدى» بما فيه من الأدلة«فَلِنَفْسِهِ» لأن النفع في عاقبته يعودإليه «وَ مَنْ ضَلَّ» عنه و حاد«فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها» أي علىنفسه لأن مضرة عاقبته من العقاب تعود عليه«وَ ما أَنْتَ» يا محمد «عَلَيْهِمْبِوَكِيلٍ» أي برقيب في إيصال الحق إلىقلوبهم و حفظه عليهم حتى لا يتركوه و لاينصرفوا عنه إذ لا تقدر على إكراههم علىالإسلام و قيل بكفيل يلزمك إيمانهم فإنماعليك البلاغ «اللَّهُ يَتَوَفَّىالْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها» أي يقبضهاإليه وقت موتها و انقضاء آجالها و المعنىحين مرت أبدانها و أجسادها على حذف المضاف«وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها» أيو يتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي يكونبها العقل و التمييز و هي التي تفارقالنائم فلا يعقل و التي تتوفى عند الموت هينفس الحياة التي إذا زالت زال معها النفس والنائم يتنفس فالفرق بين قبض النوم و قبضالموت أن قبض النوم يضاد اليقظة و قبضالموت يضاد الحياة و قبض النوم يكون الروحمعه في البدن و قبض الموت يخرج الروح معهمن البدن «فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضىعَلَيْهَا الْمَوْتَ» إلى يوم القيامة لاتعود إلى الدنيا «وَ يُرْسِلُالْأُخْرى» يعني الأنفس الأخرى التي لميقض على موتها يريد نفس النائم «إِلىأَجَلٍ مُسَمًّى» قد سمي لموته «إِنَّ فِيذلِكَ لَآياتٍ» أي دلالات واضحات علىتوحيد الله و كمال قدرته «لِقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ» في الأدلة إذ لا يقدر علىقبض النفوس تارة بالنوم و تارة بالموت غيرالله تعالى قال ابن عباس في بني آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس التيبها العقل و التمييز و الروح التي بهاالنفس و التحرك فإذا نام قبض الله نفسه ولم يقبض روحه و إذا مات قبض الله نفسه وروحه و يؤيده ما رواه العياشي بالإسناد عن الحسن بن محبوبعن عمرو بن ثابت أبي المقدام عن أبي جعفر(ع) قال ما من أحد ينام إلا عرجت نفسه إلىالسماء و بقيت روحه في بدنه و صار بينهماسبب كشعاع الشمس فإن أذن الله في قبضالأرواح أجابت الروح النفس و إذا أذن اللهفي رد الروح أجابت النفس الروح و هو قولهسبحانه «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَحِينَ مَوْتِها» الآية فمهما رأت في ملكوتالسماوات فهو مما له تأويل و ما رأت فيمابين السماء و الأرض فهو مما يخيله الشيطانو لا تأويل له «أَمِ اتَّخَذُوا» أي بل اتخذوا «مِنْدُونِ اللَّهِ» آلهة «شُفَعاءَ قُلْ» يامحمد «أَ وَ لَوْ كانُوا» يعني الآلهة «لايَمْلِكُونَ شَيْئاً» من الشفاعة «وَ لايَعْقِلُونَ» و جواب هذا الاستفهام محذوفتقديره أ و لو كانوا بهذه الصفة يتخذونهمشفعاء و يعبدونهم راجين شفاعتهم ثم قال«قُلْ» لهم «لِلَّهِ الشَّفاعَةُجَمِيعاً» أي لا يشفع أحد إلا بإذنه عنمجاهد و المعنى لا يملك