و العزيز القادر الغالب الذي لا يغالبالمنيع بقدرته على غيره و لا يقدر عليهغيره و التوب يجوز أن يكون جمع توبة كدوم ودومة و يجوز أن يكون مصدر تاب يتوب توبا.
و الطول الإنعام الذي تطول مدته على صاحبهكما أن التفضل النفع الذي فيه إفضال علىصاحبه و لو وقع النفع على خلاف هذا الوجهلم يكن تفضلا.
إذا قدرت اتل «حم» فموضعه نصب و قيل موضعهجر بالقسم و قد يجوز أن يكون مرفوع الموضععلى تقدير هذا «حم» و قد فتح الميم علي بنعيسى بن عمر جعله اسما للسورة فنصبه و لمينون لأنه على وزن هابيل و يجوز أن يكونفتحه لالتقاء الساكنين و القراء على تسكينالميم و إذا كان من حروف التهجي فلا يدخلهاالإعراب و تنزيل خبر مبتدإ محذوف. «غافِرِالذَّنْبِ» جر بأنه صفة بعد صفة و معناه أنمن شأنه غفران الذنب فيما مضى و فيمايستقبل فلذلك كان صفة المعرفة و كذلك قابلالتوب و لو جعلته بدلا كانت لمعرفة والنكرة سواء.
«حم» قد مضى ذكر الأقوال فيه و قيل أقسمالله بحلمه و ملكه لا يعذب من عاذ به و قاللا إله إلا الله مخلصا من قلبه عن القرظي وقيل هو افتتاح أسمائه حليم حميد حكيم حيحنان ملك مجيد مبدئ معيد عن عطاءالخراساني و قيل معناه حم أي قضي ما هوكائن عن الكلبي «تَنْزِيلُ الْكِتابِ» أيهذا تنزيل الكتاب «مِنَ اللَّهِ» الذي يحقله العبادة «الْعَزِيزِ» في ملكه«الْعَلِيمِ» الكثير العلوم «غافِرِالذَّنْبِ» لمن يقول لا إله إلا الله و همأولياؤه و أهل طاعته و الذنب اسم جنسفالمعنى غافر الذنوب فيما مضى و فيمايستقبل «وَ قابِلِ التَّوْبِ» يقبل توبةمن تاب إليه من المعاصي بأن يثيب عليها ويسقط عقاب معاص تقدمها على وجه التفضل منهلذلك كان صفة مدح و لو كان سقوط العقابعندها واجبا لما كان فيه مدح قال الفراءمعناهما ذي الغفران و ذي قبول التوبة ولذلك صار نعتا