مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 392
نمايش فراداده

القراءة

قرأ حفص «فَأَطَّلِعَ» بالنصب و الباقونبالرفع و اختلافهم في «صُدَّ عَنِالسَّبِيلِ» و في «يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ» قد تقدم ذكره.

الحجة

من رفع فأطلع فعلى معنى لعلي أبلغ و لعليأطلع و مثله قوله لَعَلَّهُ يَزَّكَّىأَوْ يَذَّكَّرُ و ليس بجواب و من نصب جعلهجوابا بالفاء لكلام غير موجب و المعنى إنيإذا بلغت و اطلعت و مما يقوي بناء الفعلللفاعل في صد قوله الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ و في موضعآخر وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِفكذلك «وَ صُدَّ عَنِ السَّبِيلِ» ينبغيأن يكون الفعل فيه مبنيا للفاعل و من ضمالصاد فلأن ما قبله مبني للمفعول به و هوقوله «وَ كَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَسُوءُ عَمَلِهِ».

اللغة

الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على عينالناظر و إن بعد و هو من التصريح بالأمر وهو إظهاره بأتم الإظهار و السبب كل مايتوصل به إلى شي‏ء يبعد عنك و جمعهالأسباب و التباب الخسار و الهلاكبالانقطاع.

المعنى‏

ثم بين سبحانه ما موه به فرعون على قومهلما وعظه المؤمن و خوفه من قتل موسى وانقطعت حجته بقوله «وَ قالَ فِرْعَوْنُ ياهامانُ» و هو وزيره و صاحب أمره «ابْنِ لِيصَرْحاً» أي قصرا مشيدا بالآجر و قيلمجلسا عاليا عن الحسن «لَعَلِّي أَبْلُغُالْأَسْبابَ» ثم فسر تلك الأسباب فقال«أَسْبابَ السَّماواتِ» و المعنى لعليأبلغ الطرق من سماء إلى سماء عن السدي وقيل أبلغ أبواب طرق السموات عن قتادة و قيلمنازل السموات عن ابن عباس و قيل لعليأتسبب و أتوصل به إلى مرادي و إلى علم ماغاب عني ثم بين مراده فقال «أَسْبابَالسَّماواتِ» «فَأَطَّلِعَ إِلى‏ إِلهِمُوسى‏» أي فانظر إليه فأراد به التلبيسعلى الضعفة مع علمه باستحالة ذلك عن الحسنو قيل أراد فأصل إلى إله موسى فغلبه الجهلو اعتقد أن الله سبحانه في السماء و أنهيقدر على بلوغ السماء «وَ إِنِّيلَأَظُنُّهُ كاذِباً» معناه و إني لأظنموسى كاذبا في قوله إن له إلها غيري أرسلهإلينا «وَ كَذلِكَ» أي مثل ما زين لهؤلاءالكفار سوء أعمالهم «زُيِّنَلِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ» أي قبيحعمله و إنما زين له ذلك أصحابه و جلساؤه وزين له‏