مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 8 -صفحه : 409/ 57
نمايش فراداده

اللغة

الصدع الشق و تصدع القوم تفرقوا قال:


  • و كنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتىقيل لن يتصدعا.

  • من الدهر حتىقيل لن يتصدعا. من الدهر حتىقيل لن يتصدعا.

المعنى‏

ثم ذكر سبحانه ما أصاب الخلق بسبب تركالتوحيد فقال «ظَهَرَ الْفَسادُ فِيالْبَرِّ وَ الْبَحْرِ» و معناه ظهر قحطالمطر و قلة النبات في البر حيث لا يجرينهر و هو البوادي و البحر و هو كل قرية علىشاطئ نهر عظيم «بِما كَسَبَتْ أَيْدِيالنَّاسِ» يعني كفار مكة عن ابن عباس و ليسالمراد بالبر و البحر في الآية كل بر و بحرفي الدنيا و إنما المراد به حيث ظهر القحطبدعاء النبي (ص) فعلى هذا يكون التقدير ظهرعقوبة الفساد في البر و البحر قال الفراءأجدب البر و انقطعت مادة البحر بذنوبهم وكان ذلك ليذوقوا الشدة في العاجل و يجوزأيضا أن يسمى الهلاك و الخراب فسادا كمايسمى العذاب سوءا و إن كان ذلك حكمة و عدلاو قيل البر ظهر الأرض و البحر المعروف والفساد ارتكاب المعاصي عن أبي العالية وقيل فساد البر قتل قابيل بن آدم أخاه وفساد البحر أخذ السفينة غصبا عن مجاهد وقيل ولاة السوء في البر و البحر و قيل فسادالبر ما يحصل فيه من المخاوف المانعة منسلوكه و يكون ذلك بخذلان الله تعالى لأهلهو العقاب به و فساد البحر اضطراب أمره حتىلا يكون للعباد متصرف فيه و كل ذلك ليرتدعالخلق عن معاصيه و قيل البر البرية و البحرالريف و المواضع الخطبة و أصل البر من البرلأنه يبر بصلاح المقام فيه و كذلك البرلأنه يبر بصلاحه في الغذاء أتم صلاح و أصلالبحر الشق لأنه شق في الأرض ثم كثر فسميالماء الملح بحرا أنشد ثعلب:


  • و قد عاد عذب الماء بحرا فزادني علىمرضي أن أبحر المشرب العذب‏

  • علىمرضي أن أبحر المشرب العذب‏ علىمرضي أن أبحر المشرب العذب‏