حتى يردا علي الحوض قال ثعلب سميا به لأن الأخذ بموجبهما ثقيلو قال غيره إن العرب تقول لكل شيء خطيرنفيس ثقل فسماهما ثقلين تفخيما لشأنهما وكل شيء يتنافس فيه فهو ثقل و منه سمي الجنو الإنس ثقلين لأنهما فضلا على غيرهما منالخلق و الطوفان الماء الكثير الغامر لأنهيطوف بكثرته في نواحي الأرض قال الراجز:
" أفناهم الطوفان موت جارف" الجرف الأخذ الكثير و قد جرفت الشيءأجرفه بالضم جرفا أي ذهبت كله شبه الموت فيكثرته بالطوفان.
قوله «بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْشَيْءٍ» تقديره و ما هم بحاملين من شيءمن خطاياهم فقوله «مِنْ خَطاياهُمْ» فيالأصل صفة لشيء فقدم عليه فصار في موضعنصب على الحال. «أَلْفَ سَنَةٍ» نصب علىالظرف خمسين نصب على الاستثناء و عاماتمييزه.
ثم أقسم سبحانه فقال «وَ لَيَعْلَمَنَّاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» بالله علىالحقيقة ظاهرا و باطنا «وَ لَيَعْلَمَنَّالْمُنافِقِينَ» فيجازيهم بحسب أعمالهمقال الجبائي معناه و ليميزن الله المؤمنمن المنافق فوضع العلم موضع التمييز توسعاو قد مر بيانه و في هذه الآية تهديدللمنافقين بما هو معلوم من حالهم التياستهزءوا بها و توهموا أنهم قد نجوا منضررها بإخفائها فبين أنها ظاهرة عند منيملك الجزاء عليها و أنه يحل الفضيحةالعظمى بها «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا»نعم الله و جحدوها «لِلَّذِينَ آمَنُوا»أي صدقوا بتوحيده و صدق رسله «اتَّبِعُواسَبِيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» أيو نحن نحمل آثامكم عنكم إن قلتم إن لكم فياتباع ديننا إثما و يعنون بذلك أنه لا إثمعليكم باتباع ديننا و لا يكون بعث و لانشور فلا يلزمنا شيء مما ضمنا و المأمورفي قوله «وَ لْنَحْمِلْ» هو المتكلم بهنفسه في مخرج اللفظ و المراد به إلزامالنفس هذا المعنى كما يلزم الشيء بالأمرو فيه معنى الجزاء و تقديره إن تتبعواديننا حملنا خطاياكم عنكم ثم قال سبحانه«وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْمِنْ شَيْءٍ» أي لا يمكنهم حمل ذنوبهمعنهم يوم القيامة فإن الله سبحانه عدل لايعذب أحدا بذنب غيره فلا يصح إذا أن يتحملأحد ذنب غيره و هذا مثل قوله وَ لا تَزِرُوازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى و أَنْ لَيْسَلِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى و لا يجريهذا مجرى تحمل الدية عن الغير لأن الغرض فيالدية أداء المال عن نفس المقتول فلا فرقبين أن يؤديه زيد عنه و بين أن يؤديه عمروفإنه بمنزلة قضاء الدين «إِنَّهُمْلَكاذِبُونَ» فيما ضمنوا