يمشي بيننا حانوت كرم *** من الخرسالصراصرة القطاط.
يقال هداه في الدين يهديه هدى و إلى طريقهداية و اهتدى إذا قبل الهداية و الواجب منالهدى هو ما يؤدي إلى ما ليس للعبد عنه غنىفي دينه فاللطف على هذا هدى و النظر المؤديإلى معرفة الله تعالى هدى. و السوق الحثعلى السير ساقه يسوقه. و الجرز الأرضاليابسة التي ليس فيها نبات لانقطاعالأمطار عنها و اشتقاقه من قولهم سيف جرازأي قطاع لا يبقى شيئا إلا قطعه و ناقة جرازإذا كانت تأكل كل شيء فلا تبقي شيئا إلاقطعته بفيها و رجل جروز أي أكول قالالراجز:
(خب جرز و إذا جاع بكى) و في الجرز أربع لغات بضم الجيم و الراء وبفتحهما و بضم الجيم و إسكان الراء و فتحالجيم و إسكان الراء.
فاعل يهد مضمر يدل عليه قوله «كَمْأَهْلَكْنا» و تقديره أ و لم يهد لهمإهلاكنا من أهلكناه من القرون الخالية ولا يجوز أن يكون فاعله «كَمْ أَهْلَكْنا»لأن ما قبل كم لا يجوز أن يعمل فيه إلا حروفالإضافة لأن كم على تقدير الاستفهام الذيله صدر الكلام فهو في محل النصب لأنه مفعولأهلك و «يَمْشُونَ» في محل النصب علىالحال.
ثم نبه الله سبحانه خلقه على الاعتبار بمنتقدمهم من القرون فقال «أَ وَ لَمْ يَهْدِلَهُمْ» أي أ و لم يبصرهم و يبين لهم «كَمْأَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَالْقُرُونِ» الماضية جزاء على كفرهمبالله و ارتكابهم لمعاصيه «يَمْشُونَ فِيمَساكِنِهِمْ» و يرون آثارهم و قيل معناهأنا أهلكناهم بغتة و هم مشاغيل بنفوسهميمشون في منازلهم «إِنَّ فِي ذلِكَلَآياتٍ» أي في إهلاكنا لهم دلالات واضحاتعلى الحق «أَ فَلا يَسْمَعُونَ» أي أ فلايسمع هؤلاء الكفار ما يوعظون به منالمواعظ ثم نبههم سبحانه على وجه آخر فقال«أَ وَ لَمْ يَرَوْا» أي أ و لم يعلموا«أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ» بالمطر و الثلجو قيل بالأنهار و العيون «إِلَى الْأَرْضِالْجُرُزِ» أي اليابسة