مکارم الأخلاق و معالم الاعلاق

رضی الدین أبی نصر الحسن بن الفضل الطبرسی

نسخه متنی -صفحه : 476/ 205
نمايش فراداده

ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا (عليه السلام)تبركا بها، لانها جامعة في معناها وهي: "الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتحبالحمد كتابه وجعله أول محل نعمته وآخرجزاء أهل طاعته وصلى الله على محمد خيربريته وعلى آله أئمة الرحمة ومعادنالحكمة. والحمد لله الذي كان في نبئهالصادق وكتابه الناطق أن من أحق الاسباببالصلة وأولى الامور بالتقدمة سببا أوجبنسبا وأمرا أعقب حسبا، فقال جل ثناؤه:

" وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسباوصهرا وكان ربك قديرا " (1). وقال:

" وأنكحوا الايامى منكم والصالحين منعبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهمالله من فضله والله واسع عليم " (2). ولو لميكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمةمنزلة ولا سنة متبعة لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتألف البعيد ما رغب فيهالعاقل اللبيب وسارع اليه الموافقالمصيب، فأولى الناس بالله من اتبع أمرهوأنفذ حكمه وأمضى قضاءه ورضي جزاءه، ونحننسأل الله تعالى أن ينجز لنا ولكم على أوفقالامور. ثم إن فلان بن فلان من قد عرفتممروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد أحبشركتكم وخطب كريمتكم فلانة وبذل لها منالصداق كذا، فشفعوا شافعكم وأنكحواخاطبكم في يسر غير عسر، أقول قولي هذاوأستغفر الله لي ولكم ".

(خطبة محمد التقي (عليه السلام) عند تزويجهبنت المأمون) " الحمد لله إقرارا بنعمتهولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته وصلىالله على محمد سيد بريته وعلى الاص فياء منعترته. أما بعد فقد كان من فضل الله علىالانام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقالسبحانه: " وأنكحوا الايامى منكم والصالحينمن عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهمالله من فضله والله واسع عليم ".

" ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضلابنته عبد الله المأمون وقد بذل لها منالصداق مهر جدته فاطمة عليها السلام بنتمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهوخمسمائة درهم جيادا، فهل زوجتني يا أميرالمؤمنين بها على الصداق المذكور؟ قالالمأمون: نعم، قد زوجتك يا أبا جعفر أمالفضل بنتي على الصداق المذكور، فهل قبلتالنكاح؟ قال أبوجعفر

(1) سورة الفرقان: آية 56.

(2) سورة النور: آية 32.