مکارم الأخلاق و معالم الاعلاق

رضی الدین أبی نصر الحسن بن الفضل الطبرسی

نسخه متنی -صفحه : 476/ 315
نمايش فراداده

بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر مقابرالشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف.

وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليهالسلام) عشرين سنة أو أربعين وما وضع طعامبين يديه إلا بكى حتى قال مولى له: جعلتفداك ياابن رسول الله إني أخاف عليك أنتكون من الهالكين، قال: " إنما أشكو بثي (1)وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون"، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتنيالعبرة.

قال موسى (عليه السلام): يا إلهي ما جزاء مندمعت عيناه من خشيتك؟ قال:

يا موسى أقي وجهه من حر النار وأؤمنه منالفزع الاكبر.

وقال الصادق (عليه السلام): لما حضرت الحسنبن علي بن أبي طالب عليهما السلام الوفاةبكى، فقيل: يا ابن رسول الله تبكي ومكانكمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)الذي أنت به وقد قال رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) فيك ما قال، وقد حججتعشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك ما لك ثلاثمرات حتى النعل والنعل، فقال (عليهالسلام): إنما أبكي لخصلتين:

لهول المطلع وفراق الاحبة.

قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): منبكى على ذنبه حتى تسيل دموعه على لحيته حرمالله ديباجة وجهه على النار.

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): من خرجمن عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية اللهآمنه الله به يوم الفزع الاكبر.

من كتاب زهد الصادق (عليه السلام) قال:أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): إن عباديلم يتقربوا إلي بشئ أحب إلي من ثلاث خصال،قال موسى (عليه السلام): وما هي؟ قال:

يا موسى، الزهد في الدنيا والورع عنالمعاصي والبكاء من خشيتي، فقال موسى(عليه السلام):

يا رب فما لمن صنع ذلك؟ فأوحى الله إليه:يا موسى أما الزاهدون فاحكمهم في الجنة،وأما البكاؤون من خشيتي ف في الر فيقالاعلى، وأما الورعون عن المعاصي فإنيأناقش الناس ولا أناقشهم.

عنه (عليه السلام) قال: بكى يحيى بن زكرياعليهما السلام حتى ذهب لحم خديه من

(1) البث: أشد الحزن الذي لا يصبر عليهصاحبه حتى يبثه.