منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة

ق‍طب‌ال‍دی‍ن‌ اب‍ی‌ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ س‍ع‍ی‍دب‍ن‌ ه‍ب‍ه‌ال‍ل‍ه‌ ال‍راون‍دی‌؛ ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌: ع‍ب‍دال‍طی‍ف‌ ال‍ک‍وه‍ک‍م‍ری‌

جلد 1 -صفحه : 530/ 458
نمايش فراداده

و جراثيمها، و فسح بين الجو و بينها، و أعدالهواء متنسما لساكنها، و أخرج اليهاأهلها على تمام مرافقها.

ثم لم يدع جرز الارض التي تقصر مياهالعيون عن روابيها، و لا تجد جداولالانهار ذريعة الى بلوغها، حتى أنشأ لهاناشئة سحاب تحيى مواتها و تستخرج نباتها.ألف غمامها بعد افتراق لمعه و تبائن قزعه،حتى اذا تمخضت لجة المزن فيه، و التمع برقهفي كففه، و لم ينم وميضه فى كنهور ربابه ومتراكم سحابه. أرسله سحا متداركا، قد أسفهيدبه، تمريه الجنوب درر أهاضيبه و دفعشآبيبه.

فلما ألقت السحاب برك بوانيها، و بعاع مااستقلت به من العب‏ء المحمول عليها، أخرجبه من هوامد الارض النبات، و من زعر الجبالالاعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، و تزدهيبما ألبسته من ريط أزاهيرها، و حلية ماسمطت به من ناضر أنوارها. و جعل ذلك بلاغاللانام، و رزقا للانعام، و خرق الفجاج فيآفاقها، و أقام المنار للسالكين على جوادطرقها.

فلما مهد أرضه و أنفذ أمره اختار آدم عليهالسلام خيرة من خلقه و جعله أول جبلته، وأسكنه جنته و أرغد فيها أكله، و أوعز اليهفيما نهاه عنه، و أعلمه ان في الاقدام عليهالتعرض لمعصيته و المخاطرة بمنزلته،فأقدم على ما نهاه عنه موافاة لسابق علمه،فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله، وليقيم الحجة به على عباده.

و لم يخلهم بعد أن قبضه مما يؤكد عليهم حجةربوبيته، و يصل بينهم و بين معرفته، بلتعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة منأنبيائه و متحملي ودائع‏