«الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوايَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِيالْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِلا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» و قال: «إِنَّالَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّاسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُالْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لاتَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِالَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُأَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْياوَ فِي الْآخِرَةِ» دلت الآيتان على أنالمؤمن الحقيقي من يكون قلبه منزل كلماتاللّه و مورد الملائكة و قال تعالى:«اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوايُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَىالنُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُواأَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَىالظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِهُمْ فِيها خالِدُونَ» و قال: «هُوَالَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَالظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» و قال:«يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَأَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ...» و قال:«وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَوَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْأَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ» و قال: «قَدْأَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراًرَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِاللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُواالصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَىالنُّورِ» دلت الآيات على أن الإيمان نورعقلي يخرج به النفس من القوة و النقص إلىالفعل و الكمال و يرتقي من عالم الأجسام والظلمات إلى عالم الأرواح و الأنوار ويستعد للقاء اللّه تعالى و ذلك النور هوالمسمى عند الحكماء السابقين بالعقلبالفعل و قالوا: إن النفس بسبب مزاولةالعلوم العقلية اليقينية يصير ذاتها عقلاقدسيا صائرة نورا إلهيا من حزب الملائكةالمقربين.
أحدهما تقليدي سمعي كإيمان العوام يصدقونبما يسمعون و يستمرون عليه و به يمتازون عنالحيوانات و فائدته في الدنيا حقن الأموالو الدماء و إيمان كشفي قلبي يحصل بانشراحالصدر و تنور القلب بنور اللّه كما أشاراللّه تعالى إليه «أَ فَمَنْ شَرَحَاللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَعَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌلِلْقاسِيَةِ»