البرهان على واحديته أيضا ذاته كما دلتعليه آية «شَهِدَ اللَّهُ» فإنك قد علمتأنه حقيقة الوجود و صرفه و حقيقة الوجودأمر بسيط لا ماهية له و لا تركيب فيه أصلافثبت أنه أحد صمد و كلما هو أحد صمد فهوواحد فرد لا شريك له و لا تعدد فيه إذ لايتصور كثرة في صرف حقيقة شيء و كلما هوحقيقة نفس الوجود الصرف الذي لا أتم منهفلا يمكن فرض الاثنينية فيه فضلا عن جوازوقوع المفروض إذ تفاوت الوجودات المحضة والأنوار الصرفة بنفس الأتمية و الأشدية ومقابلهما فلو فرض وجودان بسيطان لا بد و أنيكون أحدهما أتم و أشد من الآخر فيكونالآخر معلولا لما مر أن كل ناقص معلول إذلو كانا تامين غير متناهيين في الشدة لزمأن يكون كل منهما نفس حقيقة الوجود بلا شوبشيء آخر فلزم أن يكون حقيقة واحدة من جهةما هي تلك الحقيقة متكثرة إذ لا مميز هناكزائدا على نفس الوجود. و أيضا: كل اثنينفاثنينيتهما إما من جهة الذات و الحقيقةكالسواد و الحركة و إما من جهة جزء الحقيقةخارجا كالإنسان و الفرس أو ذهنا كالسواد والبياض. أو من جهة كمالية و نقص في نفسالحقيقة المشتركة كالسواد الشديد والسواد الضعيف أو بسبب أمر زائد عارضكالكاتب و الأمي و شيء من هذه الوجوه لايتصور أن يكون منشأ لتعدد الواجب. أماالأول فلاتحاد حقيقة الوجود و أما الثانيفلبساطتها و أما الثالث فلتمامية الذاتالواجبة و كون كل ناقص محدود معلولا لغيرهو أما الرابع فلاستحالة كون الواجب متأخراعن مخصص خارجي بل كل ما فرض مخصصا من كم أوكيف أو غير ذلك يجب أن يكون متأخر الوجودعن حقيقة الوجود فإذن ذات الواجب يجب أنيكون متعينة بذاتها فذاته شاهدة علىوحدانية ذاته.
و الآيات الدالة على وحدانيته تعالىكثيرة منها قوله: «وَ قُلِ»