أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 37
نمايش فراداده

حقيقة القدرة فلا يخرج عنها شي‏ء منالمقدورات و إلا لم يكن قدرة محضة بل قدرةمن وجه و عجزا من وجه «وَ اللَّهُ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ لَهُ ما فِيالسَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ» و قوله:«اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» و قوله:«وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّاللَّهَ رَمى‏» و قوله: «قاتِلُوهُمْيُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ» وهكذا قياس إرادته لقوله صلّى الله عليهوآله: «ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لميكن» و قوله: «وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْيَشاءَ اللَّهُ» و قس عليه سائر صفاتهالكمالية.

فعليك بهذه القاعدة الشريفة التي علمنااللّه بها من لدنه فإنها عظيم الجدوى فيباب التوحيد الخاصي لكن يجب عليك أن تعلمأن هذه القاعدة إنما يجري في الحقايقالكلية و المعاني الكمالية العامة التييعرض للموجود بما هو موجود و لا مدخل فيحدها تخصيص بمادة معينة أو استعداد خاص أوتجسم أو تغير كالإنسانية حيث إنها عبارةعن جوهر مخصوص بنمو و اغتذاء و حس و حركة وهو لا محالة مغاير للفلكية و النارية والفرسية و غيرها فلا يمكن أن يكون حقيقةشاملة لكل شي‏ء و يكون إنسانية لكل شي‏ء.و كالسواد فإنه عرض مخصوص ينفعل عنه البصرالذي هو أيضا قوة مخصوصة في مادة وضعيةمخصوصة فلا يمكن أن يكون السواد سوادا لكلشي‏ء. و السر في ذلك أن كل حقيقة من هذهالحقائق المختصة ليست محض تلك الحقيقة بلهي بالضرورة ممتزجة بغيرها من الأعدام والنقائص و المضادات فالإنسان مثلا لا يمكنأن يوجد في الخارج بصرف الإنسانية من غيرمخالطة أشياء مباينة له مخالفة لمعناه فلامحالة يتعين في ذاته بأن يكون مباينالسائر الأنواع و ذلك بخلاف الأمور الشاملةكالوجود و العلم و القدرة و الحياة و غيرهاإذ يمكن أن يكون من أفراد مفهوم الوجودوجود بسيط هو محض حقيقة الوجود من غير أنيكون معه شي‏ء مباين للوجود فيكون لامحالة وجودا لكل شي‏ء لا يعوزه شي‏ء منالأشياء و كذا من أفراد العلم علم هو محضحقيقة العلم لا حيثية له مغايرا للعلمفيكون علما بكل شي‏ء و على هذا القياسالقدرة و الحياة و الإرادة.

فإن قلت: مفهوم العلم غير مفهوم القدرة ومفهوماهما غير مفهوم