أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 39
نمايش فراداده

أحدها قوله: «وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُالْحُسْنى‏» فوصفها بالحسنى من قبل اللّهمشعر بأنها ليست من قبيل الهيئة العارضةللصوت إذ لا شرافة معتد بها لبعض الألفاظعلى بعض إذ كلها من نوع واحد فكما لا فرقبين لفظ الإيمان و الكفر و النور و الظلمةفي الحسن و القبح من حيث إنها هيئات مسموعةبل في مدلولاتها و معانيها التي وضعت هذهالألفاظ بإزائها.

و ثانيها قوله تعالى: «سَبِّحِ اسْمَرَبِّكَ الْأَعْلَى» اذ معلوم أن الاسممما يسبح به لا مما يسبح له.

و ثالثها أن الذي صار سببا لمزية منزلةآدم عليه السلام على الملائكة لم يكن مجردحفظ الألفاظ بل الاسم هو ما يعرف به حقيقتهوحده كمفهوم الحيوان الناطق للإنسان فقديكون لشي‏ء واحد في الوجود و الهوية والذات مفهومات كثيرة كلها موجودة بوجودواحد كالجوهر و الجسم و النامي و الحساس والناطق و الموجود و الممكن و المتحيز والمتقدر و المتمكن و غير ذلك في بابالإنسان فإنها مع كثرتها بحسب المعنى والمفهوم صارت ذاتا واحدة موجودة بوجودواحد. فالمراد من الاسم في عرف العرفاء هوالمعنى المحمول على الذات و الفرق بينالاسم و الصفة كالفرق بين المركب و البسيطبوجه فإن الاسم كالأبيض و الصفة كالبياض والفرق بين العرضي و العرض عند محققي أهلالنظر أن المأخوذ «لا بشرط شي‏ء» هوالعرضي و المأخوذ «بشرط لا شي‏ء» هو العرضفالمسمى قد يكون واحدا و الأسماء كثيرة وهي محمولات عقلية و ليس المراد بهاالألفاظ لأنها غير محمولة حملا اتحاديا وهذه الألفاظ التي هي بإزائها أسماءالأسماء عندهم و أما تلك المحمولات فهيبالحقيقة علامات و معرفات للذات الموسومةبها.

و اعلم أن عالم الربوبية عظيم الفسحة جدافيه جميع ما في عالم الإمكان على وجه أعلىو أشرف مع ما يزيد عليها مما استأثره اللّهبعلمه و من لم يكن عنده علم الأسماء تعذرعليه إثبات عالميته تعالى بجميعالموجودات لأنها بحسب وجوداتها الخاصةمتأخرة عن مرتبة ذاته تعالى مع أنه تعالىعالم بجميعها علما مقدما على وجوداتهاالإمكانية فلو لم يكن الممكنات