أسرار الآیات و أنوار البینات

محمد بن ابراهیم بن یحیی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 186/ 69
نمايش فراداده

(4) قاعدة في عالم أمره تعالى

أول الصوادر عن ذاته تعالى بذاته يجب أنيكون أشرف الممكنات و أفضل المفطورات وأكرم المربوبات و هي الصور المجردةالإلهية و الأنوار المفارقة العقلية دونشي‏ء من الجواهر الجسمانية و طبائعها وقواها التي هي من عالم الظلمات و معدنالشياطين و الشرور و الآفات فإن الواهبالحق و الجواد المطلق لا يترك الأشرف ويفعل الأخس بل يجب أن يصدر من فيض جودهالأشرف فالأشرف إلى أن ينتهي إلى الأخسفالأخس فما من شي‏ء من الممكنات سواء كانتشريفا أو خسيسا عاليا أو دنيا روحانيا أوجسمانيا إلا و يجب أن يسع إليه رحمته و لايقصر رداء جوده و كرمه أن يشمله إذ لا منعفي فاعليته و لا راد لقضائه و لا قصور فيإحسانه و لا دافع لأمره لكن يجب في قضيةالبرهان أن يصدر عنه الأشياء على حسنالترتيب و النظام و جودة الهيئة و التمامعلى حسب توسيط وسائط في جوده و وسائل لكرمهو فيض وجوده عبر عنها تارة بالملكوت لقوله:«وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَمِنَ الْمُوقِنِينَ» و تارة باليمينالمقدس «وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌبِيَمِينِهِ» و تارة باليد المبسوطةالمنسوبة إليه تعالى «يَدُ اللَّهِفَوْقَ أَيْدِيهِمْ قالَتِ الْيَهُودُيَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْأَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوابَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُكَيْفَ يَشاءُ» و تارة بالأعين الإلهية«وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا» و تارة بمفاتيح الغيب «وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلَّا هُوَ» و تارة بالخزائنلاختزان الصور العلمية فيها «وَ إِنْ مِنْشَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ» وتارة باسمه تعالى «تَبارَكَ اسْمُرَبِّكَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ» و تارةبجنود الرب «وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَرَبِّكَ إِلَّا هُوَ» لأنها مرتفعةالذوات عن أن يحيط به إدراك الجن و الإنس ولذلك قال «وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ»و إليهم الإشارة بقوله: «وَ ما لاتُبْصِرُونَ».

و العقل الأول أول ما ينفتح به باب الفيض والإبداع و نسبته إلى سائر الجواهرالروحانية نسبة آدم إلى أولاده. و قالالنبي صلّى الله عليه وآله: