أسرار الصلاة

عبد اللّه الجوادی الطبری الآملی‏

نسخه متنی -صفحه : 99/ 5
نمايش فراداده

جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ».

و الذي أنتجه هذا القياس الاقترانيّالمسوق على الشكل الأوّل البديهيّالإنتاج هو: أنّ للصلاة تأويلا يأتي ذلكالتأويل يوم القيامة، و حيث إنّ للظاهربطونا متراقية بعضها فوق بعض فللصلاة بطونو تأويلات متدارجة بعضها فوق بعض، فينطبقعلى ما نظر إليه البرهان، و أبصره العرفان.

و ممّا يدلّ أيضا على أنّ للصلاة كغيرهامن العبادات سرّا هو: أنّها من الموجوداتالمعدودة جزءا من السماوات و الأرض، أي:النظام العينيّ، و كلّ موجود هو جزء منالنظام العينيّ العامّ فله غيب، كما أنّله شهادة. و قال سبحانه:

«وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُالْأَمْرُ كُلُّهُ»، و ليس المراد هو خصوصما غاب عنهما، بل يشمل غيبتهما أيضا.

و الذي أنتجه هذا القياس أيضا هو: أنّللصلاة غيبا كما أنّ لها شهادة، و حيث إنّللظاهر بطونا- و كلّ باطن فهو غيب للظاهر-فللصلاة غيوب متراقية بعضها فوق بعض،فينطبق على ما تقدّم من معقول البرهان ومشهود العرفان.

و ممّا يدلّ أيضا على أنّ للصلاة و لغيرهاسرّا بالتقريب المتقدّم قوله سبحانه:

«وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَناخَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّابِقَدَرٍ مَعْلُومٍ»، و قوله سبحانه:

«وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.» و ذلك لأنّ الصلاة شي‏ءخارجيّ على ما يأتي، فهي ممّا له خزينة، بلخزائن لأنّ ظاهر الآية هو: أنّ لكلّ شي‏ءخزائن، لا أنّ لمجموع الأشياء خزائن حتّىيكون من باب وقوع المجموع قبال المجموعالآخر، فعليه يكون لكلّ موجود طبيعيّخزائن بعضها فوق بعض، فينطبق على تعدّدالعوالم حسبما قرّر.

و حيث إنّ القرآن الحاوي للصلاة و غيرهاأيضا شي‏ء خارجيّ في عالم الطبيعة