وقد روى عن الإمام الصادق (عليه السلام)وحدّث عنه واتّصل به في المدينة مدّة منالزمن، وناصر زيد بن علي وساهم في الدعوةالى الخروج معه وكان يقول ضاها خروج زيدخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يومبدر(1).
2 ـ انفتحت مدرسة الإمام (عليه السلام) علىمختلف فروع المعرفة الاسلامية والإنسانيةفاهتمّت بالقرآن والسنة والفقه والتأريخوالاُصول والعقيدة والكلام والفلسفةالاسلامية كما اهتمّت بعلوم اُخرى مثل علمالفلك، والطبّ، والحيوان، والنبات،والكيمياء، والفيزياء.
3 ـ لم تتّخذ مدرسة الإمام طابع الانتماءالى الدولة الاُموية أو العباسية ولمتتلوّث بسياسة الحاكمين ولم تكن أداةلخدمة الحكّام، بل رأت الاُمة أنّ هذهالمدرسة هي التي تحقّق لها تطلّعاتها; إذكانت ترى على رأسها وريث النبوة وعملاقالفكر المحمّدي الإمام أباعبدالله الصادق(عليه السلام) المعروف بمواقفه واستقامتهحتى لقّب بالصادق لسموّ أخلاقه وعدممساومته وخضوعه لسياسة الحكّامالمنحرفين.
من هنا شكّلت مدرسته حصناً سياسياًوفكريّاً يلوذ به طلاّب الحقيقة ومَن كانيشعر بالمسؤولية ويريد التخلّص من التيهالذي خلّفته التيارات الفكرية والسياسيةالمتضاربة في أهدافها ومساراتها.
4 ـ وتميّزت أيضاً جامعة الإمام الصادق(عليه السلام) بمنهجها السليم وعمقهاالفكري ولم تكن اُطروحتها في الإعدادالعلمي مبتنية على حشو الذهن، وإنّما كانتتعتمد الفكر والتعمّق والأصالة ونموّالكفاءات العلمية وتعتبرها اُسساً مهمّةفي المنهج العلمي والتربوي.
(1) حياة الإمام محمد الباقر: 1 / 75.