البعد الرابع: ومن الاُمور التربوية التيأكّدها الإمام (عليه السلام) في نفوسأصحابه ـ ليكونوا بالمستوى المطلوب منالنضج والسلامة في التفكيرولئلاّ تكونمشاريعهم وتخطيطاتهم عرضة للفساد ـ هيالدعوة الىالتثبّت في الاُمور.
قال (عليه السلام): «مع التثبّت تكونالسلامة ومع العجلة تكون الندامة، ومنابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غيرحينه»(1).
مواصلة بناء جامعة أهل البيت الاسلامية
لقد واصل الإمام الصادق (عليه السلام)تطويره للمدرسة التي أسّسها الأئمة (عليهمالسلام) من قبله وانتقل بها إلى آفاق أرحبفاستقطبت الجماهير من مختلف البلادالإسلامية، لأنّها قد لبّت الرغبة فينفوسهم وسعت لملء الفراغ الذي كانت تعانيهالاُمّة آنذاك.
خصائص جامعة أهل البيت (عليهم السلام)
1 ـ من مميّزات مدرسة الإمام الصادق (عليهالسلام) واختلافها عن باقي المدارس أنّهالم تنغلق في المعرفة على خصوص العناصرالموالية فحسب وإنّما انفتحت لتضمّ طلاّبالعلم من مختلف الاتّجاهات، فهذا أبوحنيفة الذي كان يخالف منهج الإمام (عليهالسلام) حيث سلك في القياس مسلكاً استوجبشدّة الإنكار عليه وعلى أصحابه وهو الذيأطلق على مؤمن الطاق اسم شيطان الطاق كانممّن يختلف إلى الإمام الصادق (عليهالسلام) ويسأله عن كثير من المسائل
(1) الحكم الجعفرية: 60.