4 ـ منهج الإمام (عليه السلام) في هذهالمرحلة
قد أملت الظروف السياسية الساخنة وساهمتفي ايجاد بعض التصورات والارهاصات عندأصحاب الإمام (عليه السلام) اُسوة بباقيالناس، وقد لاحظ هؤلاء بأن الظرف مناسبلتفجير الوضع واستلام الحكم لضخامة ماكانوا يشاهدونه من شعبية الإمام وكثرةالناس التي تواليه. جاءت التصوّراتوالتساؤلات عن ضرورة الثورة عند ما وردإلى الإمام كتاب أبي مسلم الخراساني، فعنالفضل الكاتب قال كنت عند أبي عبد الله(عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال(عليه السلام): ليس لكتابك جواب اُخرج عنا ـوقد مرّ جواب الإمام على العرض الذي تقدمبه أبو مسلم ـ فجعلنا يُسار بعضنا بعضاًفقال: «أيّ شيء تسارُّون يا فضل؟ إن اللهعز ذكره لا يعجل لعجلة العباد، ولاَزالةجبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقضأجله». ثم قال: إن فلان بن فلان، حتى بلغالسابع من ولد فلان.
قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جلعتُفداك؟ قال: «لا تبرح الارض يا فضل حتى يخرجالسفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبواإلينا ـ يقولها ثلاثاً ـ وهو منالمحتوم»(1).
وينقل المعلى بأنه جاء إلى الإمام بكتبكثيرة من شيعته تطالبه بالنهوض (2). وقد مرجواب الإمام (عليه السلام) في البحوثالسابقة بما حاصله أن الكثرة المزعومةوذلك العدد الذي لا يستهان به لهو أحوج إلىالاخلاص ورسوخ العقيدة في النفوس فلا يمكنللإمام أن يخوض المعركة بالطريقة التييفكر بها فضل الكاتب أو سهل الخراسانيوغيرهم، فإن المغامرة من هذا النوعوالدخول في اللعب السياسية استغلالاللظرف سيؤول إلى نتائج لم
(1) روضة الكافي: 229 وعنه في بحار الأنوار: 47/ 297، وسائل الشيعة: 11 / 37.
(2) الكافي: 8 / 274.