قال: «بأيّ شيء تقضي؟» قال: بما بلغني عنرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعن أبيبكر وعمر».
قال: فبلغك أنّ رسول الله (صلّى الله عليهوآله) قال: «أقضاكم عليّ بعدي؟» قال: نعمقال: «كيف تقضي بغير قضاء علي، وقد بلغكهذا؟»
وهكذا عرف ابن أبي ليلى أنه قد جانب الحقفيما حكم وأفتى به.
ثم قال له الإمام (عليه السلام): «التمسمثلاً لنفسك، فوالله لا اكلّمك من رأسيكلمة أبداً»(1).
وقال نوح بن درّاج(2) لابن أبي ليلى: أكنتتاركاً قولاً قلته أو قضاء قضيته لقولأحد؟ قال: لا، إلاّ رجل واحد، قلت: مَنْ هو؟قال: جعفر بن محمد (عليه السلام) (3).
د ـ مواجهة التحريف والاستغلال السياسيللقرآن ومفاهيمه:
قام الإمام الصادق (عليه السلام) بحمايةالقرآن وصيانته من عملية التوظيف السياسيالتي تجعل النص القرآني خادماً لأغراضسياسيّة مشبوهة تحاول إسباغ طابع شرعي علىالحكم الظالم وشل روح الثورة واطفاء روحالمقاومة في نفوس الاُمّة وبالتالي إسقاطشرعيّة القوى الرافضة لهذهِ النظمالظالمة حتى قيل في تفسير قوله تعالى: (ومنالناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنياويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّالخصام* واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيهاويهلك
(1) الاحتجاج: 2 / 102.
(2) نوح بن درّاج من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) / تنقيح المقال: 3 / 275 وابن أبيليلى هو محمد بن عبدالرحمن مفتي الكوفةوقاضيها، راجع سير اعلام النبلاء: 6 / 310.
(3) حلية الاولياء: 3 / 193.