أساء إليه، وقد روي أن رجلا من الحجاجتوهم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يفتش عنهفرأى الإمام الصادق (عليه السلام) يصلي فيالجامع النبوي فتعلق به، ولم يعرفه، وقالله: أنت أخذت همياني..؟.
فقال له الإمام بعطف ورفق: ما كان فيه؟..
قال: ألف دينار، فأعطاه الإمام ألف دينار،ومضى الرجل إلى مكانه فوجد هميانه فعادإلى الإمام معتذراً منه، ومعه المال فأبىالإمام قبوله وقال له: شيء خرج من يدي فلايعود، إلي، فبهر الرجل وسأل عنه، فقيل له:هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب:لا جرم هذا فعال أمثاله(1).
إن شرف الإمام (عليه السلام) الذي لا حدودله هو الذي دفعه إلى تصديق الرجل ودفعالمال له.
وقال (عليه السلام): إنا أهل بيت مروءتناالعفو عمن ظلمنا(2).
وكان يفيض بأخلاقه الندية على حضار مجلسهحتَّى قال رجل من العامة: والله ما رأيتمجلساً أنبل من مجالسته(3).
صبره:
ومن الصفات البارزة في الإمام (عليهالسلام) الصبر وعدم الجزع على ما كانيلاقيه من عظيم المحن والخطوب، ومن مظاهرصبره أنه لما توفي ولده إسماعيل الذي كانملأ العين في أدبه وعلمه وفضله ـ دعا (عليهالسلام) جمعاً من أصحابه فقدّم لهم مائدةجعل فيها أفخر الأطعمة وأطيب الألوان،ولما فرغوا
(1) الإمام جعفر الصادق: 48.
(2) الخصال: 11.
(3) اُصول الكافي: 2/657.