خطاياهم.
فالبكاء الذي أكّده الإمام (عليه السلام)وتمارسه الشيعة لا يحمل واحداً من هذهالعناوين بل هو تلك الحرارة التي تضخّ فيالفكرة روح العمل وتخرجها من حيّز السكونإلى حيّز الحركة فقد جاء عنه (عليه السلام):«إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ماجزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بنعلي (عليه السلام) فإنّه فيه مأجور»(1).
ب: البناء الروحي والايماني
لقد تعرّض الواقع الإيماني والروحي فيزمن الإمام الصادق (عليه السلام) إلىالخواء والذبول وبروز الأنانية وفصلالإيمان عن الأنشطة الحياتية الاُخرىوإعطائه صورة مشوّهة، وقد جاء ذلك بسببعبث التيارات الفكرية التي استندت الى دعمالسلاطين والتي كانت تؤمن هي الاُخرىأيضاً بلزوم طاعة الحاكم الأموي والعباسي;تبريراً لدعمها للخط الحاكم.
من هنا بذل الإمام نشاطا واسعاً لاستعادةالايمان وبناء الذات وسموّها وفق الخطالقرآني وترشيح قواعد إيمانية رصينة،والانطلاق بالايمان إلى آفاق أرحب وأوسعبدل التقوقع والنظرة الآحادية المجزّئةللدّين; لأن الإيمان بهذا المعنى يمنحالمؤمن القوّة في اقتحام الميادين الصعبةوتحمّل المسؤوليات ويمدّه بالنشاطوالحيوية في مواصلة العمل والجهاد.
ونقتصر فيما يلي على بعض الأنشطة التيرسّخ الإمام عن طريقها الإيمان في نفوسأصحابه وخاصّته.
(1) كامل الزيارات لابن قولويه: باب 33.