الفصل الثالث تراث الإمام الصادق (عليهالسلام)
إنّ الحقبة الزمنية التي نشط فيها الإمامالصادق (عليه السلام) لإرساء دعائم منهجأهل البيت (عليهم السلام) ورسم خطوطهالتفصيلية تبلغ ثلاثة عقود ونصف عقدتقريباً.
وقد تميّزت بأنها كانت تعاصر نهاياتالدولة الاُموية وبدايات الدولة العباسيةوهي فترة ضعف الدولتين سياسيّاً وبالتاليكانت فرصة متميّزة وفريدة لنشر الوعيوالثقافة الإسلامية الأصيلة. وقد عرفأتباع أهل البيت (عليهم السلام) بأنهمأتباع وشيعة جعفر بن محمد الصادق (عليهالسلام)، ووسم الشيعي بأنه جعفري; ولهذاالوسام دلالته التأريخية ومغزاه الثقافي.
من هنا نعرف السرّ في عظمة التراث الذيخلّفه لنا الإمام الصادق (عليه السلام)ومدى سعته وثرائه في جانبي الكّم والكيفمعاً، الى جانب كثرة من تتلمذ على يديالإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)ممّن حمل تراثه ورواه الى الأجيالالمتعاقبة. وبهذا الصدد ينقل لنا الشيخالمظفر جملة من الاشادات والتصاريح التيأدلى بها كبار رواة أهل السنّة وعلمائهمبفضل الإمام الصادق ورجوع أئمة المذاهبوأهل الحديث إليه، وإليك بيانها.
«كان رواة أبي عبدالله (عليه السلام)أربعة آلاف أو يزيدون كما أشرنا إليه غير