يعمل به...»(1).
فبيّن (عليه السلام) مفهوم القيادةالإلهية ومصداقها الحقيقي الذي يمثّلهاآنئذ.
وهذا الطرح وان كان فيه نوع مجابهة صريحةللحاكم وما يدور في أذهان الناس لكنه لميكن مغامرة; لأنّ الظرف كان بحاجة إلى مثلهذا الطرح والتوضيح بالرغم من أنه قد أدّىإلى أن يستدعي هشام، الإمامين الباقروالصادق (عليهما السلام) إلى الشام فيمابعد.
2 ـ بناء للجماعة الصالحة
لم تكن عملية بناء الجماعة الصالحة وليدةعصر الإمام الباقر (عليه السلام) فقدباشرها الرسولا (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) ثم لإمام علي (عليه السلام)، حيث نجدلأشخاص أمثال مالك الأشتر وهاشم المرقال،ومحمد بن أبي بكر، وحجر بن عدي، وميثمالتمار، وكميل بن زياد، وعبد الله بنالعباس دوراً كبيراً في الصراع الذي خاضهالإمام علي (عليه السلام) مع مناوئيه.
واستمرت عملية البناء بشكل فاعل في عصرالإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)ثم تقلّص النشاط المباشر في بناء هذهالقاعدة وتوسيعها ثم استمرّت عمليةالبناء في العقود الأخيرة من حياة الإمامزين العابدين (عليه السلام). وتكاملت فيعصر الإمام الباقر (عليه السلام) حيث سنحتالفرصة له بأن يتحرك نحو تطوير الجماعةالصالحة بتوضيح أهدافها التي تمثلت فيالدفاع عن المجتمع الإسلامي وحفظ الشريعةالإسلامية من التحريف إلى جانب توسيعالقاعدة
(1) دلائل الامامة: 104 ـ 109، بحار الأنوار:46/306.<\font>