الفصل الثالث الإمام الصادق في ظل جدّهوأبيه (عليهم السلام)
ملامح عصر الإمام زين العابدين ومواقفه
لقد واجه الإمام زين العابدين (عليهالسلام) بعد استشهاد أبيه الحسين (عليهالسلام) عدة ما يلي:
1 ـ التعاطف مع أهل البيت (عليهم السلام)تعاطفاً كان يفتقد الوعي ويقتصر علىالشعور الإيجابي بالولاء مع خلوه عنالموقف العملي الجادّ.
2 ـ ثورات انتقاميّة كانت تتحرّك نحو هدفمحدود، وثورات نفعية مصلحيّة، ونشوءحركات منافقة، وظهور وعّاظ السلاطينلاسباغ الشرعية على السلطة القائمة.
3 ـ بروز ظاهرة الشعور بالإثم عند الاُمةبسبب ما ارتكبته من خذلان لأبيه الحسينالسبط (عليه السلام) لكن هذا الشعور كما هومعروف كان بلا ترشيد واضح، والعقلياتالمدبّرة للثورة على الوضع القائم كانتتفكر بالثأر فحسب. وهنا خطط الإمام زينالعابدين (عليه السلام) لعمله على مرحلتينأو خطوتين:
الخطوة الاولى: تناول الإمام (عليهالسلام) ظاهرة الشعور بالاثم وعمل علىترشيدها بعد أن عمّقها بشكل متواصل عبرتذكيره الاُمة بمأساة كربلاء والمظالمالتي لحقت بآل البيت (عليهم السلام). وقداستغرق هذا التذكير زمناً طويلا، حيث حاولإعطاء ظاهرة الشعور بالإثم بُعداً فكرياًصحيحاً ليجعل منه أداة دفع وتأثير فيعملية البناء والتغيير.