ولادة النور
ولم تمضِ فترة طويلة من زواج السيدة (اُمفروة) بالإمام محمّد الباقر (عليه السلام)حتَّى حملت، وعمت البشرى أفراد الأسرةالعلوية، وتطلعوا إلى المولود العظيمتطلعهم لمشرق الشمس، ولما أشرقت الأرضبولادة المولود المبارك سارعت القابلةلتزف البشرى إلى أبيه فلم تجده في البيت،وإنما وجدت جده الإمام زين العابدين (عليهالسلام)، فهنأته بالمولود الجديد، وغمرتالإمام موجات من الفرح والسرور لأنه علمأن هذا الوليد سيجدد معالم الدين، ويحييسنّة جدّه سيّد المرسلين (صلّى الله عليهوآله وسلّم) وأخبرته القابلة بأن له عينينزرقاوين جميلتين، فتبسم الإمام (عليهالسلام) وقال: إنه يشبه عيني والدتي(1).
وبادر الإمام زين العابدين (عليه السلام)إلى الحجرة فتناول حفيده فقبّله، وأجرىعليه مراسيم الولادة الشرعية، فأذّن فياُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى.
لقد كانت البداية المشرقة للإمام الصادق(عليه السلام) أن استقبله جدّه الذي هو خيرأهل الأرض، وهمس في أذنه:
«الله أكبر..»...
«لا إله إلاّ الله»...
وقد غذاه بهذه الكلمات التي هي سرّ الوجودلتكون أنشودته في مستقبل حياته.
(1) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 72.