الفصل الثاني متطلبات عصر الإمام الصادق(عليه السلام)
بعد الوقوف على مظاهر الفساد والانحرافالتي عمّت ميادين الحياة في عصر الإمامالصادق (عليه السلام) نستطيع ان ندرك عمقالمأساة التي كان الإمام (عليه السلام) قدواكبها منذُ نشأته حتى هذا التاريخ.
وفي هذا الظرف الذي خفّت فيه المراقبةبسبب ضعف الدولة الاُموية ووجد الإمام(عليه السلام) إنّ جانباً كبيراً منالاسلام قد أُقصي عن واقع الحياة وأن قيمالجاهلية قد عادت تظهر للوجود، وأن الصيغالغريبة عن الدين أخذت تدخل في فهم القرآنوالسنة الشريفة وتسبّبت في تغيير مضمونالرسالة وجوهرها، لاحظ أن الأمر أخذ يزدادتفاقماً في أواخر العهد الاُموي الذي نمتفيه مدارس فكرية وتيارات سياسية بعيدة عنالاسلام، وكان يرى (عليه السلام) أنالأكثرية الساحقة من الاُمة قد ركنت الىالطمع بسبب ما شاهدته من صور الظلموالتعسف الذي قد ارتكب بحق كل من كان يعترضعلى سياسة الحكّام المنحرفين عن الدين. كلهذه الاُمور قد لاحظها الإمام (عليهالسلام) بدقّة وبدأ يعالجها بكل أناة.لنقرأ معاً حوار سدير الصيرفي مع الإمام(عليه السلام):
قال سدير الصيرفي: دخلت على ابي عبدالله(عليه السلام) فقلت له: والله