لقد فَجَّر زيد ثورته وحقَّق نصراًحاسماً ضد الاُمويين بعد ان خاض حرباًطاحنة كادت أن تنتهي لصالح زيد لولا وقوعالفتنة في صفوف أتباعه حيث احتال عليه بعضمن كان يهوى هشاماً فدخلوا عليه وقالوا: ماتقول في أبي بكر وعمر؟ فقال زيد: رحم اللهأبا بكر وعمر صاحبي رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) ثم قال: أين كنتم قبلاليوم؟
لقد كان الغرض من إلقاء السؤال في ذلكالموقف الحرج وفي ساحة الحرب هو أحد أمرينوفي كليهما نجاح تلك الخدعة وتحقيق تلكالمؤامرة، فإما أن يتبرّأ زيد من الشيخينفيكون حينئذ أقوى لقتل زيد; لأنه يسيءالقول في الشيخين وتلك وسيلة اتّخذهاالاُمويون ومن بعدهم للقضاء على خصومهم.وإمّا أن لا يتبرأ ممن ظلم أهل البيت حقّهمفيكون جوابه على أيّ حال سبباً لايجادالخلاف بين أصحابه.
وبالفعل نجحت المؤامرة وتفرّق أهل الغدروذوو الأطماع وكانت هذه الحيلة من الوالييوسف بن عمر أقوى سلاح لجأ إليه، كما أغرىبعض جواسيسه بالأموال ليتعرّف على أصحابزيد(1).
وخُذِل زيد وتفرق جيشه حتَّى قال: أراهاحسينية. وبعد قَتله حملت جثته وصلبتبالكناسة بالكوفة(2) وذلك في سنة (121 هـ).
موقف الإمام الصادق (عليه السلام) من ثورةزيد
يقول مهزم الأسدي دخلت على الإمام الصادق(عليه السلام) فقال: يا مهزم ما فعل
(1) تاريخ الاُمم والملوك: 8/277.
(2) النزاع والتخاصم للمقريزي: 31، وأنسابالأشراف: 3 / 439 و 446.