تحرّك العلويين نحو الثورة
بعد أن تأكّد المنصور عن طريق المعلوماتالتي كانت تصله من جواسيسه بأن السادةالحسنيين يخططون للثورة عليه، انتظرالمنصور موسم الحجّ فلمّا حان الموسم سافرهو وحاشيته إلى بيت الله الحرام، وبعدانتهائه من مناسك الحجّ رجع إلى يثرب وقدصحب معه عقبة بن مسلم الجاسوس الذي عيّنهالمنصور لمراقبة تحرّك آل الحسن وكان قدأوصاه قبل سفره فقال له: إذا لقيني بنوالحسن وفيهم عبد الله فأنا مكرمه ورافعمحمله وداع بالغذاء فإذا فرغنا من طعامنافلحظتك فامتثل بين يديه فإنه سيصرف عنكبصره، فاستدر حتى ترمز ظهره بإبهام رجلكحتى يملأ عينه منك.
ولمّا انتهى المنصور إلى يثرب استقبلهالسادة الحسنيّون وفيهم عبد الله ابنالحسن، فأجلسه المنصور إلى جانبه ودعابالغذاء فأصابوا منه فقام عقبة، ونفّذ ماعهد إليه المنصور، وجلس أمامه ففزع منهعبد الله وقال للمنصور: أقلني أقالك الله...
فصاح به: لا أقالني الله إن أقلتك(1).
وأمر أن يكبّل بالحديد ويزجّ في السجنفكبّل مع جماعة من العلويين وحبس في بيتمروان.
وأرادوا من عبد الله أن يخبر بمكان ولديه:محمد ذي النفس الزكيّة وأخيه إبراهيم وإنلم يخبر بمكانهما فسوف يتعرّض للانتقاموالقتل.
وقد عبّر عبد الله عن عمق هذه المأساةللحسن بن زيد قائلا: يابن أخي، واللهلبليّتي أعظم من بليّة إبراهيم (عليهالسلام); إن الله عزّوجلّ أمر ابراهيم أن
(1) الكامل في التاريخ: 4/371.