يستغني عن الناس في حياته، والناس لابدّلبعضهم من بعض»(1).
وكان (عليه السلام) يطرح للشيعة الاُفقالإسلامي الرحيب في السلوك ليتحرّكواباتّجاهه وأن لا يكتفوا بالمستوياتالدانية مخافة أن تهزّهم ريح التحدّيوالإغراء فيصف الشيعة لهم قائلاً: «فإنّأبي حدّثني أنّ شيعتنا أهل البيت كانواخيار من كانوا منهم: ان كان فقيه كان منهم،وإن كان مؤذّن كان منهم، وإن كان إمام كانمنهم، وإن كان كافل يتيم كان منهم، وان كانصاحب أمانة كان منهم، وان كان صاحب وديعةكان منهم، وكذلك كونوا، حبّبونا الى الناسولا تبغّضونا إليهم»(2).
2 ـ الحفاظ على الشريعة الإسلامية
وقف الإمام الصادق (عليه السلام) ضدّحملات التشويه التي أرادت أن تعصفبالشريعة الإسلامية وتعرّضها للانحرافالذي أصاب الشرايع الاُخرى من خلال دخولأفكار غريبة عن الشريعة بين أتباعهاواستخدام أدوات جديدة لفهم الشريعةكالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة.
ونتيجة للمستوى العلمي الرفيع الذي كانيتمتّع به أصحاب الإمام وشيعته لم تصبحمسألة الافتاء والاستنباط خاضعة لمصلحةالسلاطين وأهوائهم أو منسجمة معمتبنّياتهم الفكرية، بل بقي الفهم الصحيحللكتاب والسُنّة مستقلاً عن تلكالمؤثّرات وبعيداً عن استخدام تلكالأدوات الدخيلة على التشريع. وعندمااستخدمت الجماعات الاُخرى تلك الأدواتالاجتهادية أدّت هذه الجرأة الى آثارسلبيَّة ممّا اضطرّها إلى أن تلجأ الى
(1) وسائل الشيعة: 12/6 ح5 عن الكافي: 2/464 ح1.
(2) مشكاة الأنوار: 146، وبحار الأنوار: 74 / 162.