الفصل الاول نهاية الحكم الاُموي وبدايةالحكم العبّاسي
1 ـ المستجدّات السياسية
لقد تداعا النظام الاُموي في هذه المرحلةالتاريخية من حياته بعدأن فقد في نظرالاُمّة كلّ مبرراته الحضارية، عقائديةكانت أو سياسية،ولم يبقَ في قبضته سوىمنطق السيف الذي هو آخر مواطن القوة التيكان يدير بها شؤون البلاد.
وحتى هذا المنطق لم يدم طويلاً أمام إرادةالاُمة رغم صرامة آخر ملوك الاُمويين(مروان) المعروف في حسمه.
لقد استحكمت قناعة الاُمة وآمنت بضرورةالتخلّص من الطغيان الاُموي، ولم يبق بعدشيءٌ بيد وعّاظ السلاطين ليرتشوا بهويدافعوا عن وجه الاستبداد الاُمويالكالح فيوظّفوا القرآن والحديث لصالحمملكته ولزوم طاعة الاُمة لحكّامها، حيثتراكمت في ذهن الاُمة وضميرها تلك المظالمالتي ارتكبت بحق ذريّة رسول الله (صلّىالله عليه وآله) بدءاً بسمّ معاوية للامامالحسن (عليه السلام) وسبّه الإمام علي أخيرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وابن عمهوزوج ابنته وجعل السبّ سُنّةً، ثم قتلالحسين بن علي ريحانة الرسول (صلّى اللهعليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه