الفصل الثالث مظاهر من شخصية الإمامالصادق (عليه السلام)
سعة علمه:
لقد شقق الإمام الصادق (عليه السلام)العلوم بفكره الثاقب وبصره الدقيق، حتَّىملأ الدنيا بعلومه، وهو القائل: «سلونيقبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعديبمثل حديثي»(1). ولم يقل أحد هذه الكلمة سوىجده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأدلى (عليه السلام) بحديث أعرب فيه عن سعةعلومه فقال: «والله إني لأعلم كتاب الله منأوله إلى آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماءوخبر الأرض، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن،قال الله عزَّ وجلَّ: (فيه تبيان كل شيء) (2).
وقد كان من مظاهر سعة علمه أنه قد ارتوى منبحر علومه أربعة آلاف طالب وقد أشاعواالعلم والثقافة في جميع الحواضرالإسلامية ونشروا معالم الدين وأحكامالشريعة(3).
كرمه وجوده:
لقد كان الإمام الصادق (عليه السلام)الجود، من أندى الناس كفاً، وكان يجود بما
(1) تأريخ الإسلام للذهبي: 6/45، تذكرةالحفاظ: 1/157، تهذيب الكمال في أسماءالرجال: 5/79.
(2) اصول الكافي: 1 / 229.
(3) حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، باقرشريف القرشي: 1/62.