من النجوم، وتسمى ذو الأعنة...»(1).
واستولت الحيرة والذهول على الوليد، فلميدر ما يقول، وتأمل كثيراً ليستحضر مسألةاُخرى يسأل بها سليل النبوة، وحضر في ذهنهالسؤال الآتي فقال له: «هل تعلم من صاحبالسواك؟...».
فأجابه الإمام فوراً: «هو لقب عبد الله بنمسعود صاحب جدّي رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم)..».
ولم يستحضر الوليد مسألة يسأل بهاالإمام، ووجد نفسه عاجزاً أمام هذاالعملاق العظيم، فراح يبدي إكبارهوإعجابه بالإمام، ويرحب به، وأمسك بيده،ودنا من الإمام الباقر (عليه السلام)،يهنئه بولده قائلا: إن ولدك هذا سيكونعلاّمة عصره...(2).
وصدق توسم الوليد، فقد أصبح الإمامالصادق (عليه السلام) أعلم علماء عصره علىالإطلاق، بل أعلم علماء الدنيا على امتدادالتأريخ، وليس هناك تعليل مقنع لهذهالظاهرة التي اتصف بها سليل النبوة في حالطفولته، إلاَّ القول بما تذهب إليه الشيعةمن أن الله تعالى منح أئمة أهل البيت(عليهم السلام) العلم والحكمة في جميعأدوار حياتهم كما منح أنبياءه ورسله.
معرفته بجميع اللغات:
وكان في سنه المبكر عارفاً بجميع لغاتالعالم إذ كان يتكلم مع كل أهل لغة كأنهواحد منهم. وإليك نماذج تشير الى ذلك:
(1) هذه المجموعة من النجوم تسمى في اصطلاحالعلم الحديث «أوريكا» أو «أريجا».
(2) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 108ـ 112.