تواضعه:
ومن مظاهر شخصيته العظيمة نكرانه للذاتوحبه للتواضع وهو سيد المسلمين، وإمامالملايين، وكان من تواضعه أنه كان يجلسعلى الحصير(1)، ويرفض الجلوس على الفرشالفاخرة، وكان ينكر ويشجب المتكبرينوحتّى قال ذات مرة لرجل من إحدى القبائل:«من سيد هذه القبيلة؟ فبادر الرجل قائلا:أنا، فأنكر الإمام (عليه السلام) ذلك، وقالله: لو كنت سيدهم ما قلت: أنا..»(2).
ومن مصاديق تواضعه ونكراته للذات: أن رجلامن السواد كان يلازمه، فافتقده فسأل عنه،فبادر رجل فقال مستهيناً بمن سأل عنه: إنهنبطي... فردّ عليه الإمام قائلا: أصل الرجلعقله، وحسبه دينه، وكرمه تقواه، والناس فيآدم مستوون...
فاستحيى الرجل(3).
سمو أخلاقه:
كان الإمام الصادق (عليه السلام) على جانبكبير من سمو الأخلاق، فقد ملك القلوب،وجذب العواطف بهذه الظاهرة الكريمة التيكانت امتداداً لأخلاق جده رسول الله (صلّىالله عليه وآله وسلّم) الذي سما على سائرالنبيين بمعالي أخلاقه.
وكان من مكارم أخلاق الإمام وسمو ذاته أنهكان يحسن إلى كل من
(1) النجوم الزاهرة: 5/176.
(2) الطبقات الكبرى: 1/32.
(3) حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1/66 عنمطالب السؤول.