وجوده في معركة واحدة.
فعن أبي بكر الحضرمي أنه قال: ذكرنا أمرزيد وخروجه عند أبي عبد الله (عليه السلام)فقال: «عمّي مقتول. إن خرج قُتِل، فقرّوافي بيوتكم، فوالله ما عليكم بأس»، فقالرجل من القوم: إن شاء الله(1).
زيد يعلن الثورة
وجمع زيد بن علي الأنصار والدعاة فأعلنثورته والتحق به عدد غفير.
لكن المتتبع للوضع السياسي والأخلاقيلتلك المرحلة، يرى أنّ الاضطراب العقائديوالأخلاقي كان سمة من سمات ذلك العصربالرغم من وجود قناعة كانت تعيشها الاُمّةوهي التذمّر من بني اُمية وجورهم من جهةوتوجّههم إلى أنّ البديل السياسي المرتقبهو الخط العلوي الذي كافح الظلم وتحمّلألوان العذاب من الحكم الاُموي المنحرف.لكن هاتين القناعتين ـ كما سترى ـ لا تفيانبكامل الشروط الموضوعية لنجاح الثورة.
غير أنّ الثورة على مستوى حاجة مسيرةالاُمة تعتبر ضرورة اجتماعية وسياسيةلئلا تتنازل الاُمة مطلقاً للظالمين عنحقوقها وشخصيّتها ولتحافظ على هويّتهاالإسلامية من حيث الحيوية والحسياسية ضدالباطل بشكل عام.
من هنا كان العمل الثوري مفيداً للاُمةوإن لم تنجح الثورة على المدى القريب.وهكذا نجد الإمام (عليه السلام) مع علمهبنتائج الثورة يعمّق هذا المفهوم في نفوسالشيعة ويدعم الثّوار كما سنرى.
(1) كشف الغمة: 2/198 ـ 199، بحار الأنوار: 47/148.