واستخدموا اسلوباً لم يكن مألوفاً من قبلوهو في غاية من الدهاء السياسي حيثاستطاعوا بواسطته أن يكسبوا الجولةويوظفوا الجهود والقناعات المختلفة نحوهدف واحد وهو أنّهم كانوا يتشدّدون فياخفاء اسم الخليفة الذي يدعون اليه، منهنا التزموا بكتمان أمره ووعدوا الناسبأنّ الخليفة لا يمكن اظهار اسمه إلا بعدزوال سلطان الاُمويين حيث يعلق اسمه الذيتعرفه القوّاد والنقباء(1).
الاُسلوب الرابع:
ومن الأساليب التي استخدمها العباسيون فيدعوتهم هو ـ لبس السواد ـ حيث كانوا يرمزونبه الى محاربة الظالمين وإظهار الحزنوالتألّم لأهل البيت (عليهم السلام)والشهداء الذين لحقوا بهم.وهكذا قامت الدعوة العباسية باسمهمللانتقام من الاُمويين وتركيزاً لهذاالشعارالذي كان له وقع بالغ في النفوسأرسل إبراهيم الإمام لواءً يُدعى الظل أوالسحاب على رمح طويل، طوله ثلاثة عشرذراعاً، وكتب الى أبي مسلم: أني قد بعثتاليك براية النصر(2) وقد تأوّلوا الظل أوالسحاب فقالوا: إن السحاب يطبق الأرض وكماأن الأرض لا تخلو من الظل كذلك لا تخلو منخليفة عبّاسي(3)، وان ذلك يمثل لواء رسولالله (صلّى الله عليه وآله) لانهم ذكروا أنلواءه في حروبه وغزواته كان أسود.
وبعد أن حقّق العباسيون بدهاء ابراهيمالامام وأبيه من قبل وانصاره في خراسانتقدماً مشهوداً وكثرت انصارهم هناكوشكلوا مجاميع منظّمة تدعو
(1) الإمام الصادق والمذاهب الاربعة: 2 / 309.
(2) الطبري: 9 / 82.
(3) الطبري: 9 / 85 والكامل لابن الاثير: 5 / 170.