شجبت البيعة للسفّاح وأفتى الفقهاء فييثرب بعدم شرعيّتها(1).
وبعد ذلك أخذوا به إلى المسجد لغرض الصلاةوالخطبة لكنه حُصِر وخطب مكانه عمه داودثمّ امتلك الجرأة فخطب وكان من جملة ماقاله في خطابه:
يا أهل الكوفة أنتم محل محبتنا، ومنزلمودتنا، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك،ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور عليكم، حتىأدركتم زماننا، وأتاكم الله بدولتنا،فأنتم أسدّ الناس بنا، وأكرمهم علينا، وقدزدتكم في اعطياتكم مائة درهم، فأنا السفاحالمبيح، والثائر المنيح(2)
ثمّ أرسل قوّاته بقيادة عبد الله بن عليلقتال مروان بن محمد بن مروان الحمارولاحقته الجيوش العباسية من بلدة إلىاُخرى حتى حاصرته في مصر في قرية يقال لها(بوصير) وقتل هناك شرّ قتلة(3).
3 ـ موقف الإمام (عليه السلام) من الاحداث
التزم الإمام الصادق (عليه السلام) إزاءالمستجدّات السياسية في هذه المرحلة موقفالحياد. لكنه من جانب آخر واصل العمل فينهجه السابق وأخذ يتحرّك بقوة ويوسع مندائرة الافراد الصالحين في المجتمعتحقيقاً لهدفه الذي خطه قبل هذا الوقتوحفاظاً على جهده في بناء الانسان.
ومن هذا المنطلق أصدر جملة من التوصياتلشيعته التي كان من
(1) تاريخ الامم والملوك: 9 / 124، وتاريخ ابنقتيبة: 128، والطقطقي: 127.
(2) الكامل في التاريخ: 5/413.
(3) اليعقوبي: 2/346 وابن جرير وابن الأثير فيالكامل في التاريخ: 5/426.