وإنّ العمل الدؤوب والمنهج الاصلاحي الذيخطّه الإمام (عليه السلام) ومن سبقه منائمة أهل البيت (عليهم السلام)، وبناءالأجيال الطليعية أدّى الى ارتفاع هذاالوعي عند الاُمة وخلق منعطفاً تاريخياًفي حياة الاُمّة ممّا أدّى الى أن تنعمالاُمّة بالثروة الفكرية التي خلفتها تلكالفترة الذهبية لنا.
وكان الإمام (عليه السلام) في هذا الظرفالحسّاس يراقب التحركات السلبية التيتحاول العبث بمسار الاُمّة والأخذ بها الىمطبّات انحرافية جديدة، من هنا أصدر جملةمن التوجيهات لأصحابه والتزم الحياد إزاءالعروض السياسية الكاذبة التي تقدّم بهابعض الثوار; وذلك لمعرفته بالدوافعوالمطامع التي كانت تحركهم.
وكان من تلك الاتجاهات التي تحركت لاقناعالناس بضرورة الثورة على الاُمويين بهدفالاستحواذ على الخلافة وتفويت الفرصة علىمنافسيهم الاتجاه العباسي.
2 ـ الحركة العباسيّة [النشأة والأساليب]
سبقت الإشارة الى النواة الاُولى التيدفعت ببني العبّاس إلى أن يطمعوا فيالخلافة ويمنّوا أنفسهم بها.
وقد مرّ فيما ذكرنا(1) ان أبا هاشم كان منرجالات أهل البيت البارزين، وكان هشام بنعبدالملك يحذره; لوجود لياقات علميةوسياسية عنده تؤهله للقيادة، فحاول هشاماغتياله. ولمّا أحس ابوهاشم بالمكيدة ضدّهاحترز من
(1) راجع البحث الذي مرّ تحت عنوان (بدايةالانفلات) في من هذا الكتاب.