ووفد عليه قوم من أهل خراسان، فقال (عليهالسلام) لهم: «من جمع مالا يحرسه عذبه اللهعلى مقداره» فقالوا له باللغة الفارسية:لا نفهم العربية، فقال (عليه السلام) لهم:«هركه درم اندوزد جزايش ذوزخ باشد»(1).
4 ـ روى أبان بن تغلب قال: غدوت من منزليبالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله فلما صرتبالباب وجدت قوماً عنده لم أعرفهم، ولم أرقوماً أحسن زيّاً منهم، ولا أحسن سيماءًمنهم كأن الطير على رؤوسهم، فجعل أبوعبدالله (عليه السلام) يحدثنا بحديثفخرجنا من عنده، وقد فهَّم خمسة عشرنفراً، متفرقي الألسن، منهم العربي،والفارسي، والنبطي، والحبشي، والصقلبي،فقال العربي: حدثنا بالعربية، وقالالفارسي: حدثنا بالفارسية، وقال الحبشي:حدّثنا بالحبشية، وقال: الصقلبي: حدثنابالصقلبية وأخبر (عليه السلام) بعض أصحابهبأن الحديث واحد، وقد فسره لكل قومبلغتهم(2).
5 ـ ودار الحديث بين الإمام (عليه السلام)وبين عمار الساباطي باللغة النبطية فبهرعمار وراح يقول: (ما رأيت نبطياً أفصح منكبالنبطية..).
فقال (عليه السلام) له: «يا عمار وبكللسان»(3).
هيبته ووقاره:
كانت الوجوه تعنو لهيبة الإمام الصادق(عليه السلام) ووقاره، فقد حاكى هيبةالأنبياء، وجلالة الأوصياء، وما رآه أحدإلاَّ هابه إذ كانت تعلوه روحانيةالإمامة، وقداسة الأولياء. وكان ابن مسكانوهو من خيار الشيعة وثقاتها لا يدخل عليهشفقة أن لا يوافيه حق إجلاله وتعظيمه،فكان يسمع ما يحتاج إليه
(1) الإمام الصادق كما عرفه علماء الغرب: 46.
(2) المصدر السابق: 46 ـ.
(3) الاختصاص: 283.