محمد (عليه السلام) كتب إلى عبد الله بنالحسن حين حمل هو وأهل بيته، يعزّيه عمّاصار إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، إلىالخلف الصالح، والذريّة الطيّبة من ولدأخيه وابن عمّه: أما بعد: فلئن كنت قدتفرّدت أنت وأهل بيتك ـ ممّن حُمل معك ـبما أصابكم، ما انفردت ـ بالحزن والغيظوالكآبة، وأليم وجع القلب ـ دوني ولقدنالني من ذلك من الجزع والقلق، وحرّالمصيبة مثل ما نالك ولكن رجعت الى ما أمرالله ـ جلّ جلاله ـ به المتقين من الصبر،وحُسن العزاء، حين يقول لنبيّه (صلّى اللهعليه وآله): (واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا)(1). وحين يقول: (فاصبر لحكم ربك ولا تكنكصاحب الحوت) (2) إلى
أن قال: (واعلم أي عمّ وابن عمّ إن الله ـجل جلاله ـ لم يُبال بضرّ الدنيا لوليهساعة قط ولا شيء أحبّ إليه من الضرر والجهدوالأذى مع الصبر. وانه تعالى لم يُبال بنعمالدنيا لعدوّه ساعة قط ولو لا ذلك ما كانأعداؤه يقتلون أولياءه ويخوفونهمويمنعونهم وأعداؤه آمنون مطمئنّون عالونظاهرون ولولا ذلك لما قتل زكريا واحتجبيحيى ظلماً وعدواناً في بغيّ من البغايا.ولو لا ذلك لما قتل جدّك علي بن أبي طالب(عليه السلام) لمّا قام بأمر الله ـ جلّوعزّ ـ ظلماً، وعمّك الحسين بن فاطمةاضطهاداً وعدواناً»(3).
واعترف المنصور بسياسته الغاشمة ضدالعلويين القائمة على القتل والإبادةلذريّة رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) حيث يقول: قتلت من ذرية فاطمة ألفاًأو يزيدون وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بنمحمد(4).
ثورة محمد بن عبد الله (ذي النفس الزكية)
(1) الطور (52): 48.
(2) القلم (68): 48.
(3) إقبال الاعمال: 578، وبحار الأنوار: 47 / 298.
(4) الأدب في ظل التشيع لعبد الله نعمة: 63،نقلا عن شرح القصيدة الشافية لأبي فراس: 161.