لمراجعة النفس قال (عليه السلام): «من لميبال ما قال وما قيل فيه، فهو شرك الشيطان،ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئاً فهو شركالشيطان»(1).
مظاهر عمق الإيمان
لقد أعطى الإمام (عليه السلام) للشيعةعلائم ومؤشرات واضحة تكشف عن عمق التدينوعن مدى صحته وسلامته. فإن الإيمان أمرباطني ولكنه له آثاره ومظاهره التي تكشفعنه. ولا معنى لإيمان بلا عطاء ولا ثباتولا قدرة على المواجهة.
فالمؤمن ذلك النموذج الذي يبرز تديّنهعندما يوضع على المحك ويعرَّض للمصاعب ولاينثني أمام المغريات ولا يستجيب لمخطّطاتأهل الباطل.
وقد هاجم الإمام (عليه السلام) تلكالشريحة التى تنتسب إلى التشيّع وهي تمارسأخلاقيات مرفوضة في نظر الإمام وأوضح بأنّالإيمان كُلٌّ لا يتجزّأ بصفة دون اُخرىمشيراً إلى أهمّية الاقتداء بالائمة(عليهم السلام) قائلا: «إنّما ينجو من أطالالصمت عن الفحشاء، وصبر في دولة الباطلعلى الأذى، أولئك النجباء الأصفياءالأولياء حقاً وهم المؤمنون، إنّ ابغضكمإليَّ المترأسون(2) المشاؤون بالنمائم،الحسدة لإخوانهم ليسوا منّي ولا أنا منهمإنّما أوليائي الذّين سلّموا لأمرناواتبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كلاُمورنا»(3).
(1) وسائل الشيعة: 11 / 273 ح10، عن من لا يحضرهالفقيه: 4 / 417.
(2) أي طلاّب الرئاسة.
(3) تحف العقول: 307، وعنه في بحار الأنوار: 78/ 286.