وقال (عليه السلام) له: «اذا قدمت الكوفةفإت بشار الشعيري وقل له: يقول لك جعفر بنمحمد: يا كافر يا فاسق أنا بري منك. قال:مرازم فلمّا دخلت الكوفة قلت له: يقول لكجعفر بن محمد: يا كافر يا فاسق يا مشرك أنابري منك. قال بشار: وقد ذكرني سيدي؟! قلت:نعم ذكرك بهذا. قال: جزاك الله خيراً»(1).
لاحظ الخبث وطول الأناة وعمق التخطيط حيثيذهب هذا الخبيث ليلتقي بالامام (عليهالسلام) بعد كل الذي سمعه. ولما دخل بشارالشعيري على الإمام (عليه السلام) قال له:«اُخرج عني لعنك الله والله لا يظلّنيوإيّاك سقف أبداً». فلمّا خرج، قال (عليهالسلام): «ويله ما صغر الله أحداً تصغيرهذا الفاجر، إنّه شيطان خرج ليغوي أصحابيوشيعتي فاحذروه، وليبلّغ الشاهدُ الغائبإني عبدالله وابن أمته ضمّتني الأصلابوالأرحام وإنّي لميّت ومبعوث ثم مسؤول»(2).
ج ـ طرح المنهج الصحيح لفهم الشريعة:
إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) في الوقتالذي كان يواجه هذه التيارات الالحاديةالخطيرة على الاُمّة كان مشغولاً أيضاًبمواجهة التيّارات التي تتبنّى المناهجالفقهية التي تتنافى مع روح التشريعالاسلامي، والتي تكمن خطورتها في كونهاتعرّض الدين الى المحق الداخلي والتغييرفي محتواه، من هنا كان الإمام (عليهالسلام) ينهى أصحابه عن العمل بها حتّى قاللأبان: «يا أبان! إنّ السُنة إذا قيست محقالدين»(3).
وكان للإمام نشاط واسع لإثبات بطلان هذهالمناهج وبيان عدم شرعيتها.
(1) اختيار معرفة الرجال للكشي: 398 ح 744 وعنهفي الإمام الصادق والمذاهب الأربعة: 2/375.
(2) المصدر السابق: 400 ح 746 وعنه في الإمامالصادق والمذاهب الأربعة: 1/235.
(3) بحار الأنوار: 104/405 عن المحاسن للبرقي.