أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 247/ 188
نمايش فراداده

«192»

قدمي عنهم، وإن أنت قتلتني لتسعدنيولتشقين، فلما أراد قتله، قال المعلىأخرجني إلى الناس، فإنّ لي أشياء كثيرة،حتى أشهد بذلك.

فأخرجه إلى السوق، فلما اجتمع الناس، قال:أيها الناس، إشهدوا أن ما تركت من مال عين،أو دين، أو أمة، أو عبد، أو دار، أو قليل أوكثير، فهو لجعفر بن محمد (عليه السلام)فقتل(1).

لقد تألّم الإمام الصادق (عليه السلام)كثيراً لمقتل المُعلّى بن خنيس ولما التقىالإمام (عليه السلام) بداود بن علي بنالعباس قال له: قتلت قيّمي في مالي وعيالي،ثم قال لأدعونّ الله عليك. قال داود: اصنعما شئت.

فلما جنّ الليل قال (عليه السلام): «اللّهمارمه بسهم من سهامك فأفلق به قلبه»فأصبحوقد مات داود والناس يهنئونه بموته...(2).

لقد أدرك الإمام الصادق (عليه السلام) أنالظرف ينبئ بالخطر وأن الحاضر يحمل فيداخله كثيراً من التعقيدات والمشاكل التيسوف يلقاها عن قريب، لكن الوقت لازال فيهمتسع من النشاط والتحرك ويمكن للإمام(عليه السلام) أن يثبت ما بقي من منهجهويرسخه في ذهن الاُمة ويمدها بالآفاقالرسالية التي تحصنها في المستقبل; لأنالعباسيين الآن مشغولون بملاحقةالاُمويين، لذا نجده (عليه السلام) لميصطدم مع داود بن علي بسبب قتله للمعلّىبالطرق المتوقّعة ولم يعلنها ثورة، كما لمينسحب للمنطق الذي أبداه داود في تصعيدهالموقف مع الإمام والذي كان يستهدف جهدالإمام وحركته، بل قابله بمنطق أقوى يعجزمن مثل داود أن يواجهه به.

(1) اختيار معرفة الرجال للكشي: 377 ح 708 و 713وعنه في المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 352،وبحار الأنوار: 47 / 129.

(2) الكافي: 2 / 513 والخرائج والجرائح: 2 / 611،وبحار الانوار: 47 / 209.