إن لجوء الإمام (عليه السلام) إلى الدعاءسوف يدرك العباسيون من خلاله أن الإمام لايريد المواجهة العسكرية، لكن مثل هذهالاعمال لا تثنيه عن مواصلة نشاطه. ومنفوائد دعاء الإمام أنه كان يستبطن إيحاءاًلهم بأن الإمام (عليه السلام) لا يمتلك تلكالقوة التي تمكنه من أن يقوم بعمل عسكريمثلا يهدّد به كيانهم، وهذا التصوّرالناشئ من هذا الموقف يُطمئن العباسيينويتيح للإمام (عليه السلام) فرصاً جديدة منالنشاط.
ثم نجد الإمام (عليه السلام) بعد أن أنهىمشكلة المعلّى بن خنيس بالطريقة التي مرّتوتفادى المواجهة، يسافر إلى الكوفة التييكثر فيها انصاره وشيعته. ولعلم الإمامبأن السفّاح ليس بمقدوره مواجهة الإمام فيالوقت الحاضر وليس من صالح سياستهالمستفيدة من اسم الإمام (عليه السلام) هذهالمواجهة، بل نجد السفّاح لا يفكّر حتى فيمواجهة بني الحسن الذين وصلته عنهممعلومات تفيد أنهم يخططون للثورة.
وبعد أن وصل الإمام الى الكوفة قام ببعضالنشاطات، منها:
أنّ الإمام (عليه السلام) أوضح لخواصّالشيعة بأن الحكومة الجديدة لم تختلف عنسابقتها، لأن البعض من الشيعة كان قدالتبس عليه الأمر وظنّ أن العلاقة بينالإمام وبني العباس طيبة لذا طلب بعضالخواصّ من الإمام أن يتوسط له ليكونموظّفاً في حكومة بني العباس.
ولمّا امتنع الإمام عن إجابته ظنّ بأنالإمام منعه مخافة أن توقعه الوظيفة فيالظلم، لذا قال: فانصرفت إلى منزلي،ففكّرت فقلت: ما أحسبه منعني إلاّ مخافة أناظلم أو أجور، والله لآتينّه ولأعطينّهالطلاق والعتاق والأيمان المغلّظة أن لاأظلم أحداً ولا أجور ولأعدلنّ.
قال: فأتيته فقلت: جعلت فداك إني فكّرت فيإبائك (امتناعك) عليَّ